تحولت المشرية، إحدى كبريات مدن ولاية النعامة، في الآونة الأخيرة، إلى مركز رئيسي لبيع قطع الغيار المستعملة، بعد دخول مجموعة من تجار قادمين من مدينة بريكة بولاية باتنة المعروفة وطنيا بهذا النوع من التجارة. وقد تزامن انتعاش هذا النوع من التجارة مع تسجيل عودة مفاجئة إلى اقتناء السيارات القديمة، وتحول بيع قطع غيار السيارات القديمة إلى نشاط يومي. وفي هذا الإطار، فقد لاحظنا ارتفاع حجم المبيعات بشكل غير مسبوق، وذلك تزامنا مع عمليات إجراء الفحص التقني للسيارات، لاسيما منذ البدء في تطبيق المرحلة الثالثة من إجبارية الفحص التقني للمركبات. و ذكر عدد من الباعة المختصين أن التهافت على محلاتهم بهدف الحصول على هذه القطع تزايد منذ مدة بشكل ملفت، خاصة بعد عودة العديد من أصحاب السيارات إلى اقتناء السيارات القديمة من نوع بيجو القديمة، نظرا لتحملها وضعية الطرقات المهترئة، خلافا للسيارات الجديدة التي تخلصوا منها بحجة عدم تحملها السير فوق طرقات مليئة بالحفر والبرك والنتوءات. ومن بين قطع الغيار المطلوبة بكثرة، كوابل الفرملة التي لاتزال تعرف طلبا منقطع النظير.. وتحدث أحد الباعة القادمين من مدينة بريكة أنه لم يشهد منذ سنوات إقبالا على قطع غيار السيارات مثلما يشهده اليوم، مؤكدا أن أكثر القطع المطلوبة هي تلك الخاصة بكوابل الفرملة لمختلف السيارات التي يعود سنها إلى 20 سنة، حسب تعبيره. وأرجع من تحدثنا معهم الإقبال على هذا النوع من التجارة المنتعش في الآونة الأخيرة إلى اللامبالاة التي كانت تميز سائقي السيارات، وتشكل خطرا حقيقيا على حياتهم وحياة مرافقيهم من مسافرين وسالكي الطرقات بسبب غياب أجهزة الفرملة والإنارة، والتي تشكل أحد الأجهزة الرئيسية المطلوبة للفحص، ومباشرة بعد اخضاع هذه المركبات إلى الفحص الإجباري التقني، أين سجلت في مختلف الولايات انخفاضا محسوسا في حوادث المرور، خاصة أن مصالح فحص ومراقبة السيارات تحرص على متابعة أهم الأجزاء الرئيسية لإخضاعها إلى المراقبة .