-عمال الميناء يجدون صعوبات في التعامل مع الألبسة ومقتنيها روبرتاج:سمية.م تمكنت مصالح الجمارك من حجز كميات معتبرة من الألبسة المستعملة أو كما نتداو لها ألبسة الشيفون في الأسبوع الماضي وأكدت المصادر التي أوردت الخبر أن الألبسة كانت قادمة من فرنسا إلى الجزائر بطريقة غير شرعية كما أشارت إلى أنه وفي كل سنة يتلقى عمال الميناء أعددا من المشاكل بسبب الكمية الهائلة من الألبسة المستعملة التي تدخل إلى أرض الوطن والتي تتم إعادة بيعها لمختلف المحلات التجارية المتواجدة عبر الوطن بأسعار تناسب الفقراء خاصة وأننا على مقربة من عيد الفطر المبارك ومن أجل التقرب أكثر من عملية البيع التي تتم في محلات "الفري بري" ارتأت المواطن أن تقوم بجولة استطلاعية في الأماكن التي تنتشر فيها هاته المهنة ولعل الأشهر في الجزائر هو سوق المكسيك بالقليعة الذي سمي بهذا الاسم نسبة إلى الملابس التي تأتي من كل مكان حتى من المكسيك. شعار "كسي ولادك يا قليل " بسوق المكسيك الزائر إلى هذه الأسواق العامة اليومية منها أو حتى الأسبوعية يجد الألبسة المستعملة منتشرة على طاولات في شكل صفوف توضع عليها مختلف الالبسة من أحذية حقائب اليد دمى وكذا الأفرشة المنزلية يتوافد عليها المواطنون القاصدون لمثل هذه الاسواق بشكل مذهل من مختلف شرائح المجتمع فتسمع من حين لأخر صراخ التجار وعبارة" كسي ولادك ياقليل " من أجل جلب أكبر عدد ممكن من الزبائن اختيارنا انصب على سوق القليعة المعروف بسوق "المكسكيك" الذي تعدت شهرته حدود الولاية يتربع على مساحة لابأس بها تعرض فيه منتوجات مختلفة على مدار أيام الأسبوع باستثناء يوم الثلاثاء فهو مخصص لبيع السيارات يقصده مواطنوا البلديات المجاورة وحتى من البليدةوالجزائروبالرغم من الفوضى العارمة التي تميزه إلا أنه استطاع استقطاب العديد ممن يقصدونه يوميا لاقتناء حاجيتهم تحمل مركات عالمية و ذات جودة ونوعية قصدنا السوق صباحا واتجهنا الى المساحة المخصصة لبيع الألبسة المستعملة فوجدناها مكتظة على الأخر . اقتربنا من البائع "محفوظ " وهو شاب في مقتبل العمر , لا حرارة الشمس الحارقة ولا الصراخ الذي أنهك حباله الصوتية منعته من مزاولة عمله اختياره لهذه المهنة في بيع الافرشة المستعملة راجع كونه عانى من البطالة مثل أقرانه زيادة على ذلك كون هذه التجارة مربحة يرجع أسبابها إلى الإقبال الواسع عليها لأنها تباع بأثمان جد معقولة وقد صرح لنا أن الزبونات أكثر اقتناء للسلعة يقصدنه من أجل الحصول على سلعة جديدة كما هو الحال لعائلات من البليدة حيث تتصل به عبر الهاتف النقال لمعرفة ما إذا كانت هناك" بالة جديدة " على حد تعبيره ونحن في صدد الحديث معه لفتت انتباهنا سيدة وهي زبونة دائمة تهم بدفع مستحقات مااستطاعت أن تحمل يداها من أفرشة مختلفة. اقتربنا منها من أجل إبداء رأيها فيما يخص نوعية هذه الألبسة فصرحت قائلة أن الألبسة المستعملة غزت أسواقنا خاصة الافرشة المنزلية ذات نوعية جيدة تغسل لمرات عديدة دون أن تفقد لونها لأنها تأتي من الدول الاجنبية والمعروف عنها أنها تستعملها مرة أو مرتين على الأكثر وبالتالي تصلنا بحالة جيدة وتضيف ليس عيبا أن نقتنيها على العكس المنتوج المحلي يفقد لونه من الغسلة الأولى كما أن الألبسة تباع حسب نوعيتها، حيث هناك ''بالة" من الدرجة الأولى، المتوسطة والمتدنية، كما أن كل "بالة" تضم ملابس نسائية، رجالية وأطفال. وفي الآونة الأخيرة أصبحت هناك "بالة للعب الأطفال" الإكسسوارات (مثل حقائب اليد)، وأكد متعامل آخر يقوم ببيع "الشيفون" بالجملة فثمن ''البالة'' الجيدة يقدر ب 20 ألف دينار، فيما يقدر ثمن "البالة'' من النوعية الرديئة ب 5000 دج، وهو أقل سعر لها، لتحول الملابس المستعملة بعدها إلى أسواق، حيث تباع بالقطعة الواحدة ويتراوح ثمن الواحدة منها ما بين 50 دج و150 دج بالنسبة "للبالة'' الرديئة. فيما تحول ''البالة'' الجديدة إلى المحلات، حيث لا يقل ثمن القطعة الواحدة عن 500 دج، ويمكن أن يصل إلى 2000 دج، أما في الدول الأوربية، فتقوم الجماعات المهتمة بتحويلها إلى تقسيمها إلى وضع داخل ''بالات" يمنع على مشتريها أن يفتشها، حيث يؤكد محدثنا أنه يقوم بتسديد ثمنها المتراوح ما بين 10 و15 أورو، فيما يرتفع السعر لو تعلق الأمر بملابس أصبحت قديمة أو فقدت "موضتها" لدى المحلات الأوربية، حيث يعمل أصحاب هذه المحلات إلى تحويلها لتجار ''البالة'' بمبالغ هي الأخرى رخيسة لا تتعدى في أكثر الأحوال 30 أورو، وأكد بعض التجار المتخصصين في تجارة الملابس المستعملة أن ولاية تبسة، وبالضبط منطقة بئر العاتر، تعتبر مركز نشاط جماعات تجار "الشيفون"، حيث توجد هناك مصانع ضخمة تعمل على إعادة فرز وتحويل مثل هذه الملابس كما كشف بائع للشيفون أنه كثيرا ما يواجهون مشاكل مع باعة الأرصفة الذين أثروا سلبا على تجارتهم بسبب الأثمان التي أدت يطبقونها كونهم يشتغلون بطريقة غير قانونية ولا يدفعون الضرائب ما يضطرهم إلى تخفيض سعر كل قطعة من الألبسة قصد جلب الزبائن ناقلة للأمراض السرطانية والحساسية وإذا كانت السيدة الأولى ترى أن شراء الألبسة المستعملة لا تعد حرجا فإن سيدة أخرى لا تشاطرها ولها رأي أخر مخالف تماما فهي ترفض بتاتا شراءها وصرحت لنا أنها ليس من باب الغرور حتى وإن كانت تستورد من الدول الأخرى على غرار إسبانيا إيطاليا فرنسا ... الخ . فهذه الألبسة المستعملة يقصدها الزوالية على حد تعبيرها فهي تهدد صحة الإنسان إلى جانب الرائحة الكريهة المنبعثة منها وتضيف أن معظم الألبسة تستورد من الصين . هذه الأخيرة تكون ناقلة لأمراض السرطان والحساسية فيجب أن تكون رقابة صارمة فيما يخص استرادها ودخولها عبر الموانئ للأسواق الجزائرية وتضيف أن المنتوج المحلي أضحى ذات نوعية وجودة فختمت هذا الحوار بمثل شعبي معروف "اشري العالي يالوكان غالي " الاتحاد العام للتجار يحمل وزارة التجارة المسؤولية هذا وأكد الحاج الطاهر بولنوار الناطق الرسمي للاتحاد الوطني للتجار والحرفيين الجزائريين أن غالبية الألبسة المستعملة التي تأتي من الخارج هي ألبسة خطيرة على المواطن الجزائري خاصة وأنها تحوي على مواد مسرطنة وأضاف المتحدث أن هذه الألبسة تأتي إلى الجزائر من دون مراقبة عكس ما يؤكده الواقفون على مراقبة السلع في ميناء الجزائر بالإضافة إلى أن غالبيتها هي ملك للفرنسيين المتوفين أو بقايا اللباس الذي يتسابق الجزائريون إلى الحصول على الأكياس السوداء التي تكون مملوءة بالملابس من أجل إحضارها إلى الجزائر وبيعها بأبخس الأثمان حتى ولو كان هذا على حساب صحة الشعب الجزائري من جانب آخر حمل المتحدث وزارة التجارة ومديرية قمع الغش على حدوث الأحداث الخطيرة المنجرة عن مثل هاته التصرفات وقال إن غياب مراقبين على هذه السلع يؤدي إلى الإصابة