اتهم مؤخرا الكاتب الصحفي والناقد المصري، عبد الله السمطي، الدكتور الجزائري حفناوي بعلي، صاحب جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الرابعة لهذه السنة، عن إصداره الموسوم ب”مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن”، بالسطو على الدكتور عبد الله الغذامي، صاحب كتاب ”النقد الثقافي.. قراءة في أنساق الثقافة العربية”، مع العلم أن الغذامي كان أحد أعضاء اللجنة الاستشارية للجائزة، رفقة كل من الدكتور صلاح فضل، والدكتور عبد السلام المسدي. وتحامل السمطي، في مقال مطول نشر على الموقع الإلكتروني لدار النشر التي يمتلكها، تناقلتها عنه أمس عدة وسائل إعلام عربية، قائلا ”إن الجزائري حفناوي بعلي يسطو على كتاب النقد الثقافي للغذامي ويفوز بجائزة الشيخ زايد للكتاب، وإن اقتباسات هذا الأخير كانت بالجملة لدرجة”، وأضاف أن الدكتور حفناوي لم يكتب في هذا الإصدار الذي نال به أكبر جائزة في الوطن العربي تمنح للكتاب، غير اسمه والعنوان الجديد للإصدار. كما طالب بسحب الجائزة منه. ولم يكتف كاتب المقال بهذا القدر من الاتهامات لشخص الدكتور الجزائري المتوج بجائزة الشيخ زايد، بل قام بوضع بعض الاقتباسات التي تضمنها كتاب حفناوي بعلي وكتاب عبد الله الغذامي، وهي اقتباسات سبق لحفناوي بعلي أن أدرجها في كتابه الصادر سنة 2007، عن منشورات الاختلاف بالجزائر، والدار العربية للعلوم ناشرون، وسبق وأن اطلع عليها الغذامي في كتاب بعلي باعتباره كان ضمن اللجنة التي انتقت الأعمال التي رشحت لنيل جائزة الشيخ زايد للكتاب، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يغفل كاتب أي مؤلف عما كتبه ولا ينتبه للسرقات التي طالت عمله، خاصة في مثل هذه المسابقات التي يشرف عليها خيرة الكتاب والنقاد في الوطن العربي، واعتبرت الهيئة الاستشارية لجائزة زايد للكتاب، منح بعلي جائزة فرع الآداب عن كتابه الموسوم ب''مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن''، تتويجا مستحقا نظرا لما يمثله من إضافة معرفية ونقدية للتيارات والمثاقفة في تجلياتها المحدثة في عصر الصورة ووسائل الاتصال المختلفة. ويلقي هذا الكتاب الضوء على النقد الثقافي بكل أبعاده، مبيناً أن التعامل مع النص الأدبي من منظور النقد الثقافي يعني وضع ذلك النص داخل سياقه من ناحية، وداخل سياق القارئ أو الناقد من ناحية أخرى، وفي هذا يتحرك الناقد من منطلقات ماركسية تركز على العلاقة بين الطبقات وعلى الصراع الطبقي كعناصر لتحديد الواقع الثقافي وهكذا يصبح النص علامة ثقافية تتحقق دلالتها فقط داخل السياق الثقافي السياسي الذي أنتجتها، من خلال فصول الكتاب الثمانية بدءا من ”الدراسات الثقافية.. جينالوجيا النقد الثقافي”، وصولا إلى ”النقد الثقافي والنقد الإيكولوجي البيئي”. للإشارة، فإن الدكتور حفناوي بعلي هو كاتب وصحفي وباحث جامعي، يشغل منصب أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة عنابة بالجزائر، وهو حاصل على دكتوراه دولة في الآداب والعلوم الإنسانية، الدراسات المقارنة والثقافية، وقد تحصل في السابق على جائزة المدينة والإبداع النقدي عام 2002، والجائزة الأولى الدولية في الدراسات النقدية والمسرحية، كما يشغل منصب أمين عام جمعية الأدب المقارن الجزائرية، وله مجموعة معتبرة من الأعمال المنشورة في الأدب والنقد والشعر.