تشهد جل المسالك وطرقات وسط مدينة تيارت، في أوقات الذروة، ازدحاما كبيرا إلى حد الاختناق في حركة المرور، بسبب العدد الكبير لكل أنواع وسائل النقل من كل الاصناف، يضاف إليها حجم وسائل النقل الاخرى المتوافدة من مختلف بلديات الولاية وولايات الجوار، وهي الزحمة والفوضى التي أصبحت تتسبب في نسج صور الطوابير اللامتناهية للمركبات بكامل الخطوط الرئيسية لوسط المدينة. أصبح ينتج عن تلك الظاهرة تأخر العمال عن الإلتحاق بالهيئات والمؤسسات والمراكز المستخدمة، إذ تبقى الخطوط التي تتفرع من محطات عين قاسمة ومحطات المخرجين الشرقي باتجاه المهدية والشمالية باتجاه الرحوية وتلك المتواجدة بوسط المدينة الخاصة ببلديات دائرة مشرع الصفا، يضاف إليها النقل الحضري المدرسة، كارمان ومتفرقات طرقات باتجاه فرندة والسوڤر التي تشهد هي الأخرى اختناقا كبير في سير المركبات ووسائل النقل على مدار ساعات اليوم. والمشهد في حد ذاته تسبب في إحداث تلوث كبير وسط مدينة تيارت نتيجة إفرازات هذه المركبات من سحب الدخان التي انعكست بالسلب على المنظومة الصحية لسكان مدينة عاصمة الولاية، الذين اشتكت نسبة كبيرة منهم من الإصابة بضيق التنفس وحساسية العيون من منطلق التوافد المستمر لهم على الصيدليات لاقتناء الأدوية المضادة للحساسية. كما تسببت هذه الضوضاء الناتجة عن اختناق حركة المرور بوسط مدينة تيارت إلى اضطرار العديد من السائقين إلى تغيير اتجاه مسار حركيتهم نحو وجهات أخرى من المدينة، لتفادي التأخر رغم الخطورة التي تحملها طرقات ومسالك الوجهات المختارة للإنفراج وتفادي البقاء في طابور الطرقات الرئيسية. وفي هذا الصدد يبقى أصحاب وسائل النقل من مختلف أصناف المركبات بتزويد هذه الطرقات والمسالك التي وصفت بالنقاط السوداء، على الأقل بالاشارات الضوئية، مع ضرورة إعادة النظر في مخطط حركة المرور بمدينة تيارت، لكون المخطط القديم لا يلبي حاجيات حركة النقل بمدينة تيارت التي شهدت خلال السنوات الاخيرة توسع كبير عمرانيا ونموا ديموغرافيا مذهلا ساهم بدوره في ارتفاع مؤشر عدد المركبات بحظيرة النقل بالمنطقة، حتى يتسنى إنقاذ عاصمة الولاية من إشكالية التلوث التي نجمت عن الإختناق الذي تعرفه حركة المرور التي تبقى بمثابة القنبلة الموقوتة التي تنام عليها المنظومة الصحية بعاصمة الولاية.