تشهد الطرقات الرئيسية ببلدية الرغاية اختناقا كبيرا في حركة المرور نتيجة تدافع كم هائل من المركبات على وسط المدينة والمداخل الرئيسية لها يوميا باعتبارها المدخل الشرقي للعاصمة، وهي الوضعية التي أثرت سلبا على حركة سير المركبات والأشخاص بالمنطقة، ناهيك عن معاناة سكان الأحياء المجاورة من ممارسات بعض السائقين لتفادي الازدحام، في الوقت الذي تقوم فيه السلطات المحلية بالإعداد لمخطط مرور جديد يشمل الاستفادة من طرق اجتنابية وأخرى فرعية. وتعدّ بلدية الرغاية منطقة عبور رئيسية باتجاه العاصمة والبلديات الشرقية والساحلية وعلى النقيض باتجاه ولاية بومرداس، حيث تكثر حركة المرور ذهابا وإيابا سواء بالنسبة للسيارات النفعية أو وسائل النقل العمومي، وهو ما خلق ضغطا يوميا على مداخل المدينة الأربعة التي لم تعد تستوعب هذه الحركية في النقل والتنقل خاصة بوسط المدينة، حيث يتطلب السير بضع عشرات الأمتار وقتا طويلا وفي شكل طوابير عبر مختلف الطرقات الرئيسية، ما يثير تذمر وسخط أصحاب المركبات خاصة في أوقات الذروة رغم المجهودات المبذولة لتنظيم حركة المرور عبر أرجاء البلدية. كما يطرح هذا الانشغال بحدة على مستوى المدخل الشرقي للرغاية فيما يتعلق بالقادمين من بومرداس وبلدية بودواو، حيث يضطر هؤلاء إلى السير بسياراتهم في زحمة مرور أقل ما يقال عنها إنها جد بطيئة، في حين يجد المسافرون أنفسهم مجبرين على النزول من الحافلات قبل عشرات الأمتار من الوصول إلى المحطة الأولى، وهو ما ينطبق تقريبا على المدخل الغربي للوافدين إليها من الرويبة والمنطقة الصناعية، إذ يتكرر نفس المشاهد يوميا خاصة بعد تحويل الموقف الأول للحافلات إلى نهاية الطريق المزدوج وهو ما يتسبب في عرقلة حركة المرور. ولا يختلف الوضع عند الجهة الجنوبية للمدينة، حيث تكثر حركة المتوجهين الى الرغاية في أحياء بيزيريس، عيسات مصطفى والمحطة، بالإضافة إلى الطريق السريع والبلديات المجاورة، وما يزيد الأمر تعقيدا بالنسبة لحركة المرور بهذه الجهة ضيق المدخل الجنوبي ووجود العديد من المرافق كمحطات الحافلات، السوق اليومي ومواقف السيارات، حيث يتعرقل سير المركبات عند أبسط مناورة كالدوران أو التوقف. ومن جهة أخرى، يعدّ المدخل الشمالي باتجاه عين طاية وهراوة أقل اختناقا لسير المركبات كونه لا يبرز إلا عند مفترق الطرق بوسط المدينة، حيث يلتقي الوافدون من كل المداخل الرئيسية. ولعلّ ما يدعو إلى التعجيل في تجسيد مخطط مرور جديد ببلدية الرغاية هو تأثر سكان بعض الأحياء من الممارسات العشوائية للسائقين بجعل طرقاتهم الفرعية مسالك رئيسية لسياراتهم كون ذلك يشكّل ذلك خطرا على حياة المارة خاصة المتمدرسين، ويتعلق الأمر بكل من حي 384 مسكن شرقا، حي السفينة غربا وحي عيسات مصطفى جنوبا، حيث تعدّ هذه الأحياء ملاذا لهؤلاء السائقين لتجنب حركة المرور رغم السلبيات المنجرة عن مثل هذه التصرفات. وفي سياق ايجاد حل لهذا الانشغال، كشفت مصادر مطلعة ل''المساء'' عن شروع السلطات المحلية لبلدية الرغاية بالتنسيق مع مختلف المصالح المعنية في إعداد مخطط مرور جديد للمدينة بغرض فك الاختناق، يشمل في مراحله الأولى تحديد اتجاهات الطرق الفرعية لأصحاب السيارات مثلما هو الشأن بالطريق الذي يربط المدخل الغربي بالشمالي باتجاه عين طاية والرويبة، بالاضافة الى وضع إشارات منع الدوران ببعض الطرق الفرعية القريبة من الطريق الرئيسي بوسط المدينة، وعلاوة على ذلك يعوّل كثيرا على استلام الطريق الاجتنابي الجنوبي في اتجاه بودواو الذي من المنتظر استلامه قريبا خاصة أن أشغال الجسر الذي كان يعرقل العملية تقارب على الانتهاء والتي حددت أواخر شهر أفريل المقبل بعد أن خصص له مبلغ قدر بنحو 3 ملايير سنتيم، بالموازاة مع الشروع في إنجاز جسر آخر للطريق الاجتنابي الشرقي باتجاه عين طاية للقادمين من ولاية بومرداس، والذي من المقرر استلامه خلال السداسي الثاني من السنة الجارية، كما سيعمل على حل الإشكال المطروح ليبقى تحديد المسارات الإجبارية للسائقين واستحداث طرق ذات اتجاه واحد عكس ما هو معمول به حاليا الخطوة الهامة لإنجاح مخطط المرور الجديد عند تطبيقه مستقبلا.