تلقت الجزائر دعوة رسمية للمشاركة في اجتماع مجموعة عمل لمكافحة الإرهاب لمجموعة الثماني المقرر انعقاده في باماكو الأسبوع المقبل والذي سيبحث سلب تعزيز قدرات دول الساحل على مواجهة تهديد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، حسبما كشفت عنه مصادر مطلعة أمس في تصريح ل “الفجر”. وأضافت ذات المصادر أن مشاركة الجزائر من عدمها لم يفصل فيها بعد وهي تستدعي التشاور مع الأطراف المعنية منها الاتحاد الإفريقي كونها تحتضن المركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب. وأشارت ذات المصادر إلى أن الجزائر ليست معنية باجتماع باماكو ودعيت إليه فقط وسيتقرر لاحقا تلبيتها الدعوة من عدمها. وجاء تنظيم اجتماع مجموعة الثمانية حول الأمن في الساحل في إطار مساعي فرنسا لإقحام نفسها في مواجهة الإرهاب في المنطقة موازاة مع بذل الجزائر لمساعي إضافية من أجل تأطير التعاون بين دول منطقة الساحل حول مكافحة الإرهاب وجعله تعاونا إقليميا يفشل كل محاولات التدخل الأجنبي في المنطقة في ظل تساهل عدد من الدول وعلى رأسها مالي فيما يتعلق بالمشاركة الأجنبية الميدانية لمواجهة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وكانت الجزائر قد بادرت بعد التصعيد الأمني الخطير في الساحل، على خلفية اختطاف رعايا فرنسيين في النيجر شهر سبتمبر الماضي، إلى جمع قادة أركان جيوش المنطقة ومن بعدها ترأست اجتماعا لرؤساء أجهزة المخابرات من أجل تأطير التعاون الأمني بين مالي وموريتانيا والنيجر والجزائر على المستوى العسكري والاستخباراتي بهدف التوصل إلى تعاون فعال لمواجهة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يسمح بتسجيل نتائج أفضل على الميدان ويسقط حجة بعض الدول للتدخل في منطقة الساحل تحت غطاء ضعف هذه الدول وعدم قدرتها على التنسيق. وكانت باريس منذ أيام تسعى لعقد اجتماع حول الأمن في الساحل بعدما تبين أن جهود الجزائر تبعدها بشكل أكبر عن تحقيق هدفها وتحضر لعقده تحت غطاء مجموعة الثمانية وفريق العمل حول مكافحة الإرهاب الذي كانت قد انشأته قبل سبع سنوات وبررت ذلك بدعوتها منذ وقت طويل إلى زيادة التزام هذه الدول وتعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي. وذكر أول أمس الناطق الرسمي للخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، أن كندا ستترأس اجتماع فريق عمل حول مكافحة الإرهاب الذي سينعقد في باماكو كونها تترأس مجموعة الثمانية حاليا. وأضاف في الندوة الصحفية الالكترونية أن الخارجية الفرنسية ستمثل بمشاركين في الاجتماع الأمني المقرر يومي 13 و14 أكتوبر الجاري. وأضاف المتحدث في إجابته حول موضوع التهديدات التي تواجهها فرنسا واحتمال تعرضها لهجوم إرهابي على أراضيها أو بأحد المدن الأوروبية، قال فاليرو إنها ضاعفت من التحذيرات وطالبت رعاياها بالحيطة والحذر في إطار المخطط الأمني”فيجيبيرات” الذي يوجد في أعلى مستويات الخطر.