اتهم الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، المتمردين الجنوبيين السابقين بالتراجع عن بنود اتفاقية للسلام، بإعلانهم صراحة نية الانفصال قبيل الاستفتاء على انفصال الجنوب. وحذر من خطر تفجر الصراع من جديد إذا لم تتم تسوية الخلافات قبل الاستفتاء. وقال البشير، في قمة سرت بليبيا، إنه يأسف لأن رئيس حكومة جنوب السودان، سلفا كير ميارديت، أوضح علنا نية الانفصال، حسبما نقلت وكالة الأنباء السودانية. وأوضحت الوكالة أن هذا يتناقض وبنود اتفاق السلام المبرم عام 2005 والذي نص على أنه يتعين على الشماليين والجنوبيين محاولة جعل الوحدة أمرا ذي جاذبية بالنسبة للجنوبيين قبل إجراء الاستفتاء. وقال البشير إنه لا يزال ملتزما بإجراء الاستفتاء إلا أنه يتعين على الجانبين أولا تسوية خلافاتهما بشأن ترسيم الحدود وكيفية اقتسام عائدات النفط والديون والمياه، وهي مجموعة من الاستحقاقات المهمة قبل إجراء الاستفتاء. وأكد البشير أن ”الفشل في معالجة هذه الاستحقاقات قبل الاستفتاء سيجعل من العملية مشروعاً لصراع جديد بين الشمال والجنوب قد يكون أخطر من الصراع الذي كان دائراً قبل اتفاقية السلام”. وأنهت اتفاقية السلام في يوليو 2005 صراعا دم عشرات السنين بين الحكومة السودانية ومتمردي الجنوب، الذين أصبحوا طبقا لهذه الاتفاقية شريكا في الحكم. وتأتي تصريحات البشير ردا على الحرب الكلامية التي تتبناها الحركة الشعبية لتحرير السودان المهيمنة في جنوب السودان. وكان قائد الحركة، سيلفا كير، قد أعلن أنه سيصوت لصالح انفصال الجنوب داعيا الجنوبيين إلى دعم الانفصال في الاستفتاء المقرر بعد ثلاثة أشهر. .. ومجلس الأمن يدعو الحركات المسلحة بدارفور للانضمام إلى مباحثات السلام في الدوحة دعا وفد مجلس الأمن الدولي الذي يزور السودان حاليا الحركات المسلحة في اقليم دارفور غربي البلاد للانضمام ”فورا ودون مشروط مسبقة” إلى مباحثات السلام التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة. وطالب رئيس وفد مجلس الأمن السفير البريطاني مارك غرانت، في مؤتمر صحفي بالخرطوم أمس، ”أطراف النزاع في اقليم دارفور بضبط النفس ووقف أعمال العنف والتعاون مع بعثة حفظ السلام المشتركة (اليوناميد). وقال في هذا الصدد: ”نحن قلقون لانعدام الأمن في دارفور، ثمة حاجة ملحة لعملية سلام ناجحة وندعو الجماعات المتمردة إلى الانضمام فورا وبدون شروط مسبقة لمفاوضات الدوحة.كما نناشد كل الأطراف التحلي بضبط النفس ووقف العنف والتعاون مع اليوناميد”. وشدد السفير البريطاني على ”أهمية” تجاوز الصعوبات لضمان إجراء استفتاء تقرير مصير جنوب السودان في موعده المحدد قائلا: ”لقد لمسنا التزاما راسخا من الطرفين بتنفيذ اتفاق السلام الشامل وإقرارا منهما بإجراء الاستفتاء في موعده واحترام نتائجه”. وأضاف أن” الوقت المتبقي للانتهاء من المسائل المتعلقة بالاستفتاء وتنظيمه في موعده ضيق جدا، إلا أن الإرادة السياسية ودعم المجتمع الدولي كفيلان بمعالجة هذه الصعوبات”. ومن جانبها، قالت سفيرة الولاياتالمتحدة لمجلس الأمن، سوزان رايس، إن”استفتاء منطقة ”إبيي” أمر رئيسى وحيوى” مؤكدة ”أهمية” إجراء استفتاء ”إبيي” بالتزامن مع استفتاء جنوب السودان المقرر في جانفي 2011. وأضافت أن” الولاياتالمتحدةالأمريكية وبطلب من الطرفين ترعى مباحثات في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا من أجل ضمان إجراء استفتاء أبيي في موعده بالتزامن مع استفتاء الجنوب”. وكان وفد مجلس الأمن الدولي قد أجرى مباحثات أمس مع ممثلين للحكومة السودانية على رأسهم على عثمان طه نائب الرئيس السوداني ووزير الخارجية السوداني، على كرتي، كما التقى بممثلين عن منظمات المجتمع المدني في السودان. ويذكر أن الوفد الأممي بدأ الأربعاء الماضي زيارة للسودان لمدة أربعة أيام للوقوف على الترتيبات المتعلقة بإجراء استفتاء تقرير مصير جنوب السودان المقرر في 9 جانفي عام 2011 للاطلاع على الأوضاع الميدانية بإقليم دارفور غربي السودان الذي يعاني حركة تمرد ضد الحكومة المركزية منذ عام 2003. واستهل الوفد زيارته بمدينة ”جوبا” عاصمة جنوب السودان، حيث أجرى مباحثات مع سلفاكير ميارديت، رئيس حكومة الجنوب، النائب الأول للرئيس السوداني.وزار الوفد مدينة ”الفاشر” كبرى مدن اقليم دارفور حيث التقى بالسلطات المحلية بولاية شمال دارفور وقادة بعثة حفظ السلام المشتركة (اليوناميد)، كما تفقد الوفد أوضاع النازحين بمعسكر ”أبو شوك”.