اتهم الرئيس السوداني عمر حسن البشير المتمردين الجنوبيين السابقين بالتراجع عن بنود اتفاقية للسلام وحذر من وجود خطر تفجر الصراع من جديد إذا لم يسو الجانبان قائمة من الخلافات قبل إجراء استفتاء هناك. وقال البشير أنه ''ينبغى تأمين مجموعة من الإستحقاقات المهمة قبل إجراء الإستفتاء وهي تتعلق بترسيم الحدود بين الشمال والجنوب وموضوع المواطنة والثروة والمدينونية والمياه . وأضاف ان ''الفشل في معالجة هذه الإستحقاقات قبل الإستفتاء سيجعل من العملية مشروعاً لصراع جديد بين الشمال والجنوب قد يكون أخطر من الصراع الذي كان دائراً قبل إتفاقية السلام''. واندلعت صدامات في الخرطوم ابين متظاهرين شماليين يؤيدون وحدة السودان ونحو ثلاثين شخصا من مؤيدي استقلال الجنوب. من جهته أكد وزير الخارجية السوداني علي كرتى إلتزام بلاده بإجراء إستفتاء في جنوب السودان ومنطقة ابيى المجاورة في موعده المحدد أي التاسع من جانفى محذرا فى الوقت ذاته من أي تدخلات أجنبية في هذه المشورة السياسية. وصرح الوزير كرتي أمام وفد سفراء الدول الخمسة عشر الأعضاء فى مجلس الأمن الدولي برئاسة السفيرة الأمريكية في الأممالمتحدة سوزان رايس الذي أنهى جولة استغرقت أربعة أيام في السودان '' اننا لا نريد الحرب غير أننا لن نقبل نتيجة الاستفتاء المقبل حول تقرير مصير الجنوب إذا حصلت تدخلات'' ويشكل الاستفتاء إحدى أهم نقاط اتفاق السلام الذي وضع فى 2005 حدا لعقدين من الحرب الأهلية بين شمال وجنوب السودان . ووفقا لمصادر سودانية مطلعة ، فقد نظمت السلطات تجمعا ضخما قرب القصر الرئاسي بالخرطوم تأييدا لوحدة السودان قبل ثلاثة أشهر من استفتاء تقرير المصير في جنوب البلاد الذي يمكن أن يؤدي إلى تقسيم أكبر بلد إفريقي من حيث المساحة.وثار غضب المتظاهرين الشماليين عندما هتف نحو 30 سودانيا جنوبيا كانوا يرتدون قمصانا وقبعات برتقالية ويهتفون ''لا للوحدة نعم للانفصال''. وطالب المتظاهرون الشماليون الجنوبيين بمغادرة التجمع مما أدى إلى صدام بين الجانبين ، وعلى الفور ، تدخلت قوات مكافحة الشغب لتفريقهم .ويأتي التطور السابق بعد ساعات من مطالبة رئيس حكومة جنوب السودان سيلفا كير لوفد مجلس الأمن الدولي الزائر بنشر قوات حفظ سلام على طول الحدود بين شمال السودان وجنوبه قبل الاستفتاء المرتقب . وقال دبلوماسيان مع وفد مجلس الأمن الزائر إن مبعوثي الأممالمتحدة اتفقوا على دراسة الطلب الذي تقدم به كير خلال اجتماع في جوبا عاصمة جنوب السودان . ومن المرجح أن يغضب هذا المطلب قادة الشمال الذين يريدون ان تظل أكبر دولة افريقية من حيث المساحة موحدة واتهموا حكومات غربية بتأييد انفصال الجنوب سرا.وسيختار سكان جنوب السودان في التاسع من جانفي خلال استفتاء حول تقرير المصير بين استقلالهم والبقاء موحدين مع شمال السودان. وهذا الاستفتاء هو أحد البنود الأساسية لاتفاق السلام الذي أنهى في أواخر 2005 حربا أهلية استمرت أكثر من عقدين بين الجنوب الذي تسكنه أكثرية مسيحية والشمال الذي تسكنه أكثرية مسلمة. وأسفرت الحرب الأهلية عن مقتل مليوني شخص وقد أججتها خلافات أثنية ودينية وسياسية واقتصادية بين الشمال والجنوب.