أكد ممثل جبهة البوليساريو بفرنسا، منصور عمر، أن الجولة الأخيرة التي قام بها المبعوث الخاص للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة إلى الصحراء الغربية، كريستوفر روس، في المغرب العربي تأتي في وقت “حاسم” من كفاح الشعب الصحراوي من أجل استقلاله قوات الاحتلال المغربية تدفن جثمان الطفل الصحراوي دون حضور عائلته إلا أنه اعتبر مهمة روس صعبة بالنظر إلى المناخ المتوتر الذي تعيشه هذه الأيام الأراضي المحتلة إثر التصعيد المغربي الذي وصل إلى حد قتل الطفل الصحراوي، الكارحي ناجم، ومحاصرة اللاجئين. أوضح عمر منصور، حسب وكالة الانباء الصحراوية، أن هذا الكفاح “السلمي” يتجلى اليوم من خلال المخيمات المنصبة خارج مدن الأراضي المحتلة التي تتعرض “لقمع دام” من القوات العسكرية المغربية، مشيرا إلى أن هذه المخيمات التي تضم نحو 20 ألف صحراوي نصبت للتعبير عن “الضيق الذي يعيشه هؤلاء المواطنون على أراضيهم”. و اختتمت جولة روس يوم الاثنين بالمغرب، حيث استقبل من طرف الملك محمد السادس بهدف التحضير للقاء تمهيدي ثالث بين جبهة البوليساريو والمغرب المقرر عقده في بداية شهر نوفمبر بنيويورك. وكان روس قد توجه قبل ذلك إلى الجزائر ثم إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين وإلى نواقشوط. وحسب ممثل جبهة البوليساريو بباريس تعتبر مهمة روس “صعبة”، إذ يتعين عليه إيصال الطرفين المتنازعين إلى جولة جديدة من المفاوضات يأمل أن تفضي إلى “نتائج ملموسة وليس إلى تأجيل آخر” للمباحثات، ما جعل المبعوث الأممي خلال زيارته للجزائر يقول إن الوضع الراهن في الصحراء الغربية أصبح “لا يطاق”. و حذر من أن “ذلك قد يجعل الأممالمتحدة تفقد مصداقيتها والصحراويون ثقتهم في حل عادل طبقا للوائح الأممالمتحدة”. وحول المناخ “المتوتر” في الأراضي المحتلة قال عمر منصور أنه يريد جلب انتباه الرأي العام حول الظروف “غير الإنسانية” التي يعيشها الصحراويون في المخيمات التي نصبت خلال الأيام الأخيرة خارج مدن العيون وبوجدور والسمارة. وقال متأسفا أنه “حسب الشهادات التي نتلقاها يوميا تشبه هذه المخيمات مراكز الاعتقال السابقة لأوشفيتز حيث يتعرض السكان المنقطعين عن العالم الخارجي إلى قمع القوات المغربية” مذكرا بأن هذا القمع قد خلف قتيلا وإصابة نحو عشرين جريحا. وقال الدبلوماسي الصحراوي في فرنسا “نحن في وضعية مواجهة، بل حرب بات الصحراويون غير قادرين على تحملها”. تأتي تصريحات عمر منصور يومين قبل انعقاد الدورة ال 36 لندوة التضامن الأوروبية مع الشعب الصحراوي في فرنسا التي يشارك عدد كبير من الشخصيات الدولية بجانب وفد صحراي رفيع المستوى. وتمهيدا لهذه الجلسات المقررة بمانس من 29 إلى 31 أكتوبر الجاري، تعقد اليوم الخميس ندوة بالجمعية الوطنية حول موضوع “تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية: مسؤولية الأممالمتحدة و دور فرنسا وفي تطور لافت لم تكتف قوات الاحتلال المغربية بقتل الطفل الناجم الكارحي، بل عمدت الى دفن جثمانه بمدينة العيون دون حضور عائلته في ظل موجة من “الاستياء والتطويق” وقمع المواطنين الصحراويين حسبما أوضحته وكالة الأنباء الصحراوية في بيان لها أمس الأول الثلاثاء. وقد طالبت والدة الشهيد وشقيقته -حسب ذات المصدر - بفتح تحقيق محايد للكشف عن جريمة القتل التي استهدفت طفلا بريئا مفندة “ادعاءات المخزن الكاذبة التي حاولت كعادتها تزوير الحقيقة”. واستجابة لنداء أطلقته الرئاسة الصحراوية تم إعلان الحداد في مخيم الاستقلال باكديم ازيك لمدة ثلاثة أيام على روح الفقيد. كما تم نقل ثلاثة من المصابين في حادث مقتل الشهيد الكارحي الى مقر الدرك المغربي، حيث تم التحقيق معهم ويتعلق الأمر بالزبير الكارح والسالك العلوي وحميدي الداف المتواجدين بالمستشفى العسكري تحت العلاج بجانب كل من أحمد الداودي ولغظف العلاوي.