اعتبرت جبهة البوليزاريو أن مهمة المبعوث الشخصي الى الصحراء الغربية كريستوفر روس ''صعبة'' في إيصال الطرفين المتنازعين إلى جولة جديدة من المفاوضات خاصة في ظل تصاعد القمع المغربي ضد السكان الصحراويين الذين انتفضوا هذه المرة احتجاجا على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المزرية واستمرار الاحتلال المغربي لأراضيهم. وقال عمر منصور ممثل جبهة البوليزاريو في باريس أن المفاوضات بين الجانبين الصحراوي والمغربي حول تسوية النزاع في الصحراء الغربية يجب أن تفضي الى ''نتائج ملموسة وليس إلى تأجيل آخر للمباحثات''. وأضاف أن هذا هو السبب الذي دفع بالمبعوث الأممي خلال زيارته للجزائر الى القول بأن الوضع الراهن في الصحراء الغربية أصبح ''لا يطاق''. وحذر من أن ''ذلك قد يجعل الأممالمتحدة تفقد مصداقيتها والصحراويين ثقتهم في حل عادل طبقا للوائح الأممالمتحدة''. وأكد عمر منصور بأن الجولة الأخيرة التي قام بها روس في المغرب العربي تأتي في وقت ''حاسم'' من كفاح الشعب الصحراوي من أجل استقلاله. وقال إن هذا الكفاح ''السلمي'' يتجلى من خلال المخيمات المنصبة خارج مدن الأراضي المحتلة والتي تتعرض لقمع دامٍ من القوات العسكرية المغربية. وكان الموفد الاممي الى الصحراء الغربية كريستوفر روس التقى قبل يومين بالملك محمد السادس بهدف التحضير للقاء غير رسمي جديد مع جبهة البوليزاريو والمقرر عقده في بداية شهر نوفمبر القادم. وتزامنت زيارته إلى المغرب مع الجو المتوتر الذي تعيشه الأراضي المحتلة بسبب القمع الممنهج الذي تمارسه قوات الاحتلال المغربي ضد السكان الصحراويين النازحين الى خارج المدن. وهو الوضع الذي قال بشأنه عمر منصور أنه يريد جلب انتباه الرأي العام حول الظروف ''غير الإنسانية'' التي يعيشها الصحراويون في المخيمات التي نصبت خلال الأيام الأخيرة خارج مدن العيون وبوجدور وسمارة. وقال متأسفا إنه ''حسب الشهادات التي نتلقاها يوميا تشبه هذه المخيمات مراكز الاعتقال النازية في أوشفيتز، حيث يتعرض السكان المنقطعون عن العالم الخارجي إلى قمع القوات المغربية'' مذكرا بأن هذا القمع قد خلف قتيلا وإصابة نحو عشرين جريحا. وأكد المسؤول الصحراوي ''نحن في وضعية مواجهة بل حرب بات الصحراويون غير قادرين على تحملها''. وتأتي تصريحات عمر منصور يومين قبل انعقاد الدورة ال36 لندوة التضامن الأوروبية مع الشعب الصحراوي في فرنسا التي سيشارك فيها الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز. وتمهيدا لهذه الجلسات المقررة بمدينة مانس يومي الجمعة والسبت المقبلين تعقد اليوم ندوة بالجمعية الوطنية الفرنسية حول موضوع ''تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية: مسؤولية الأممالمتحدة ودور فرنسا''. وتزامنا مع ذلك نددت الجمعية الفرنسية للصداقة والتضامن مع شعوب إفريقيا بالقمع الذي يتعرض له الشعب الصحراوي في المدن المحتلة وخاصة النازحين من أبناء هذا الشعب الى مخيمات الاستقلال. وقالت اليزا تريغلوز إن السكان الأصليين الصحراويين يهجرون مدن الصحراء الغربية هروبا من القمع المغربي في اتجاه الصحراء ويتعرضون الى حصار وقمع القوات المغربية التي لم تتوان حتى في استخدام الرصاص الحي ضدهم. وأكدت إليز تريغلوز أن ''الشعب الصحراوي لا يطلب سوى احترام حقوقه: الحق في ظروف اجتماعية واقتصادية ملائمة والحق في العمل والحق في التعبير عن هويته الثقافية والحق في تقرير مصيره على أراضيه المحتلة''. وذكرت بأن فرنسا عارضت توسيع صلاحيات المينورسو إلى مراقبة احترام حقوق الإنسان محملة إياها ''مسؤولية أخلاقية حول مأساة الصحراويين والتجاوزات التي ترتكبها قوات القمع التي اعتدت على المخيم متسببة في إصابة 22 مدنيا بجروح''. ويثير القمع الذي يتعرض له الصحراويون في المدن المحتلة موجة استنكار واسعة شملت عديد الجمعيات والشخصيات في الولاياتالمتحدة. وفي هذا السياق دعت رئيسة المؤسسة الأمريكية ''ديفانس فوروم فوندايشن'' سوزان شولت المجتمع الدولي إلى التحرك أمام تصاعد العنف من قبل السلطات المغربية بالصحراء الغربية. وقالت إن ''الموت القاسي للشاب الصحراوي الكاراحي ناجم البالغ 14 عاما على يد جنود مغربيين هذا الأسبوع يضاف إلى قائمة الصحراويين الذين تم سجنهم وتعذيبهم وقتلهم من قبل المغربيين خلال الكفاح الذي يخوضه الصحراويون منذ حوالي أربعين عاما من أجل حقهم في تقرير المصير''. وأضافت أنه ''يتعين على منظمة الأممالمتحدة أن تتحمل مسؤوليتها في حماية الصحراويين بالأراضي المحتلة''. وأكدت بأن منظمات حقوق الإنسان من بينها روبرت أف كندي سانتر فور هيومن رايتس تطالب منذ مدة بتعزيز المراقبة من قبل المينورسو قصد تفادي هذا النوع من المأساة. من جانبها، قالت النائب الأوروبي المكلفة بالبيئة الفرنسية نيكول كيل نيلسون أن الصحراويين أصبحوا مواطنين من ''الدرجة الثالثة'' في بلدهم الأصلي بعدما أصبح ''الاستعمار المغربي في الصحراء الغربية يجعل سكان المنطقة ضحايا قمع كبير فور مطالبتهم بحقوقهم وكذلك ضحايا تمييز وتجاوزات من مختلف الأنواع''. وأكدت النائب الأوروبية أن الحق في تقرير المصير هو ''حق ثابت'' و''تنظيم استفتاء حر وعادل برعاية الأممالمتحدة هو الحل الوحيد الذي سيسمح بالخروج من هذا النزاع الذي يستمر منذ مدة طويلة''.