كشفت الأمطار الطوفانية التي عرفتها ليلة أول أمس ولاية عنابة غش شركة كوجال اليابانية المكلفة بإنجاز الطريق السيار شرق - غرب في شقه الممتد من حدود بن عزوز بسكيكدة إلى منطقة كبودة بالطارف، مرورا بولاية عنابة، حيث فضحت السيول الجارفة والأمطار الغزيرة التي تهاطلت لمدة أربعة ساعات والتي بلغت نسبة التساقط حسب الأرصاد الجوية 60 ملم، فضحت سياسة الترقيع والبريكولاج التي تعتمد عليها هذه الشركة من أجل الإسراع في وتيرة إنجاز مشروع القرن الذي كان من المنتظر استلامه خلال سنة 2011، إلا أن نسبة أشغاله لم تتعد 45 ٪ حسب تقديرات بعض المكلفين بالدراسة التقنية للمشروع والذين وصفوه بالفاشل. حيث أكدوا ل”الفجر” أن الغش واضح من خلال عملية إنجاز بعض السدود على مستوى الطريق الممتد من منطقة بئر المرجة بالعلمة إلى غاية قرية عين الصيد وهو الشطر الخاص بمنطقة عنابة، حيث تحولت هذه الجسور إلى برك موحلة مملوءة بالطمي رغم أنه لم يمر على إنجازها أربعة أشهر، الأمر الذي يكشف هشاشة هذه السدود بسبب نقص الاسمنت الحديدي الذي تآكل عبر أول تساقط للأمطار. وبلغة الأرقام، قدر أحد التقنيين الغلاف المالي الذي التهمته هذه الجسور بنحو 18 مليارا، يضيف ذات المصدر، هذا الملغ دفن في البرك الموحلة التي ستعطل مشروع القرن. علما أن مؤسسة كوجال اليابانية عقدت إجتماعا طارئا مع عمالها لتدارك الأخطاء الفادحة التي وقعت فيها خلال عملية الإنجاز ما ينذر بإعادة تهديم هذه الجسور لإنجازها وفق مقاييس مضبوطة تتماشى وقيمة هذا المشروع الاقتصادي.