مازال مصير مصنع الزرابي التقليدية ببلدية مصطفى بن براهيم، شرق سيدي بلعباس، ينتابه الغموض بعد غلق دام أكثر من 15 سنة، حيث يتساءل مواطنو المنطقة عن الغاية من إبقاء هذا المكسب التقليدي مهمشا لسنوات على الرغم من قيمته الإقتصادية والتقليدية وكذا أهميته البالغة في امتصاص عدد معتبر من اليد العاملة بالمنطقة، فضلا عن دوره الفعال في إكساب الشباب حرفة تقليدية تعبر عن أصالة المنطقة وتاريخها. فتحت هذه الوحدة الإنتاجية أبوابها شهر أكتوبر من سنة 1971، حيث كانت مصدر رزق 150 عائلة من منطقة مصطفى بن براهيم والمناطق المجاورة، كما كانت مبعثا للتنمية بالمنطقة، حيث قدر رقم أعمال الوحدة خلال بداية التسعيينات ب 2.4 مليار سنتيم. وقد اشتهرت زربية مصطفى بن براهيم في تلك الفترة ووصل رواجها إلى العديد من الدول المجاورة كتونس، المغرب ودول أجنبية كفرنسا، من خلال المعارض التي كانت الوحدة تشارك فيها. وتتميز الزربية التقليدية لمصطفى بن براهيم عن غيرها بأشكالها المميزة والعاكسة لتاريخ المنطقة وحروبها التي خاضتها قبيلة بنو عامر مع الإستعمار الفرنسي، ناهيك عن تصويرها للحياة اليومية لأبناء المنطقة في فترات مختلفة من الزمن. ورغم الأهمية التي اكتسبتها هذه الوحدة في دفع عجلة التنمية المحلية والحفاظ على صناعة الزرابي التقليدية بالمنطقة، إلا أن الشلل أصابها بسبب قرار الغلق بموجب المنشور الوزاري الصادر عن وزارة الفلاحة تحت رقم 1032 ليوم 18/12/1996. وسعيا منها لتفعيل قطاع الصناعة التقليدية بسيدي بلعباس ولتحسين مستوى التمهين، تمت بسيدي بلعباس برمجة عدة مشاريع في هياكل لدعم الصناعة التقليدية والحرف بالمنطقة بغرض لمّ شمل الحرفيين والمهنيين في مجال الصناعة التقليدية، منها ما استلم و منها ما هو في طور الإنجاز.. ومنها مركز التسهيل، حيث سيتولى هذا المركز، الذي سيكون مقره بحي سيدي الجيلالي بعاصمة الولاية، دراسة الملفات التي يقدمها حاملو المشاريع ومرافقتهم في مجالي التكوين والتسيير، وكذا تقديم خدمات في مجال الإستشارة في وظائف التسويق. وتقدر مساحة مركز التسهيل الذي لايزال في طور الإنجاز ب 700 متر ويضم طابقين.. السفلي يضم قاعات للتنشيط والاتصال، أما العلوي فيضم قاعة اجتماعات موجهة خصيصا لإدارة المركز. ومن المرتقب أيضا استلام دار للصناعة التقليدية اكتملت الأشغال بها بنسبة 100%، وتمتد هذه البناية الواقع مقرها بعاصمة ولاية سيدي بلعباس على مساحة 2500 متر مربع، وهي مشكلة أيضا من طابقين وتضم سبع 07 محلات مهنية، مكتبة، فضاء للأنترنت، قاعة للمحاضرات، وسبع محلات لعرض وبيع المنتجات التقليدية. وستكون هذه الدار، بعد فتح أبوابها أمام الحرفيين، بمثابة النقلة النوعية نحو تطوير واقع الصناعة التقليدية بسيدي بلعباس. وما سيساعد أيضا على بلوغ هذه النقلة إنجاز 06 ورشات تكوينية في الصناعات التقليدية في دائرتي المرحوم ورأس الماء و البلديات التابعة لهما، حيث تم استلام ورشتين ببلدتي رأس الماء ورجم دموش. أما الأربعة الباقية فهي في طور الإنجاز، ويتعلق الأمر ببلديات واد السبع، بير الحمام، المرحوم، وسيدي شعيب. ويرمي إنشاء هذه الورشات الخاصة بتكوين الحرفيين إلى إنعاش الصناعة التقليدية في المناطق النائية في الولاية باستغلال الموارد الأولية المتوفرة فيها كالصوف، الطين، الجلد والخشب. وتجدر الإشارة إلى أنه سيتم تنظيم أبواب مفتوحة على الصناعات التقليدية بمجسم القبة السماوية وسط المدينة، احتفالا باليوم الوطني للصناعات التقليدية، حيث سيلتقي جمع من الحرفيين من كافة ربوع الولاية لعرض منتوجاتهم التقليدية وتعريف المواطنين بها.