الملك يعاني نوبة غضب شديدة، حتى لا أقول نوبة جنون، وها هو يفرغ كل حقده على الجزائر في الشعب الصحراوي بالرصاص، وفي الجزائر بمحاولة تشويه سمعتها وإقحامها رغم أنفها ورغم أنف المجتمع الدولي في القضية الصحراوية من جهة، ومن جهة أخرى بنفث سموم الدعاية المغرضة، محاولا زعزعة الرأي العام داخليا وخلخلة النظام، بأكاذيب سقطت في فخها قناة ”الجزيرة”. فبعد موجة القتل والترهيب التي شنها على الشعب الصحراوي في العيون للتأثير على المفاوضات التي أجلت إلى ديسمبر بين ممثلي المخزن وجبهة البوليزاريو، ها هو الإعلام المغربي يشن حملة شرسة على الجزائر ويعيد بث الأسطوانة المشروخة، بأن البوليزاريو ما هو إلا مخابرات جزائرية، وأن الجيش الجزائري هو من افتعل هذه القضية، وبلغ الأمر ببعض الإعلاميين المغاربة إلى حد توجيه تهديد سافر للجزائر إن لم تتخل عن القضية الصحراوية، فإن المغرب سيطالب بتندوف وبشار... أمرك مضحك جلالة الملك، ”افريها” - على حد التعبير العامي - أولا في الصحراء الغربية ثم تطاول على بلاد أسيادك التي حررت بالدم والسلاح والدموع والمكابدة. أم أنك تريد مبادلة الأراضي الصحراوية بأراض أخرى، على الطريقة الإسرائيلية؟! إن كان هذا غرضك، فالصحراء لا تعنينا، لدينا ما يكفي من الأراضي ومن الرمال، ولسنا في حاجة إلى أرض غيرنا، أرض يكافح أصحابها من أجل حريتهم وكرامتهم... المفارقة أن الملك الشاب الذي يفتقر لحيلة والده، المغفور له، الملك الحسن الثاني، وهو في غمرة الغضب، لم يعد يعي ما يقول، فمن جهة يكيل الاتهامات والشتائم للجزائر ويحاول بث البلبة بين الجيش والحكومة وشخص الرئيس بتبرئة هذا الأخير من القضية الصحراوية، وتلفيق التهم للجيش وللمخابرات وبث الأكاذيب الباطلة حول رجالها، ومن جهة يطالب بفتح الحدود مع الجزائر!؟ لا أدري إن كان الأمر دلال ملوك أم أنه قلة نضج!؟ لكن الأكيد أن غضب الملك، ولا أقول جنونه، زاد عن حده منذ اجتماع دول الساحل في تمنراست، حيث أقصي المغرب من اللقاء لأن المغرب لا ينتمي جغرافيا ولا سياسيا ولا أمنيا إلى منطقة الساحل، كما أنه لم يشارك يوما في ديناميكية مكافحة الإرهاب، بل كان ترابه أيام محنة الجزائر قاعدة خلفية للجماعات المسلحة، تلقى الدعم والمال والراحة والسند في ضيافة الملك، وما تصريحات بلعيرج إلى قطرة من بحر الجريمة التي ارتكبها في حق الجارة الجزائر، كما أنه لم يستجب يوما لمطلب الجزائر بحراسة الحدود لمنع تهريب المخدرات الآتية من مزارع المملكة والتي تستهدف شبابنا. الملك غاضب أشد الغضب هذه الأيام، ولا أقول إنه أصيب بنوبة جنون، فحاشى الملوك، لكن ليس بتلفيق الأكاذيب والبطش بالشعب الصحراوي يمكنه أن يغير مجرى التاريخ أو الواقع الجغرافي للمنطقة... ولا يسعنا إلا أن ندعو للملك بالشفاء!؟