أحيا مريدو زاوية بن تكوك مع سكان ولاية مستغانم وما جاورها وعدة الولي الصالح سيدي محمد الشارف بن تكوك في قرية أولاد شافع ببلدية بوقيرات مؤخرا، في جو احتفالي بهيج، مفعم بالفانتازيا وأصوات البارود، وبحضور قرابة 3000 شخص مع حوالي 100 فارس من فرسان الفانتازيا، ليختتم بذلك موسم الوعدات الشعبية بالولاية. يبدأ موسم الوعدات أو ما يصطلح عليها محليا ب”الطعم” فصل الصيف من كل عام، وتختلف طرق تنظيمه من منطقة إلى أخرى، ففيما تنظم السلطات المحلية وعدة سيدي لخضر بالتعاون مع الجمعيات، يتكفل مجلس للأعيان تحت إشراف شيخ الزاوية السنوسية بالوعدات الخاصة بسيدي الشارف ببوقيرات، سيدي بن ذهيبة بماسرى، وسيدي محمد الشارف بن تكوك الذي تم إحياء ذكراه نهاية الأسبوع الماضي وهو آخر احتفال شعبي بالولاية. وقد استمرت التحضيرات منذ الساعات الأولى ليوم الجمعة، حيث نصبت الخيام بإحكام وانتشر الباعة المتجولون عارضين سلعا متنوعة من ألبسة ومأكولات مع لعب للأطفال. وقد اجتهد المنظمون في تهيئة أرضية الملعب كما يصطلح عليه محليا، وهو الأرضية التي يمارس عليها الفرسان هواية الفانتازيا، حيث رشت عليها كمية معتبرة من المياه لتمنع انتشار الغبار، كما سجلنا حضور فرقة من قوات الدرك والحرس البلدي التي وجدت صعوبة كبيرة في تسيير تدفق مئات السيارات على الزاوية. وقد عرضت على مداخل ضريح الشيخ ملصقات تحمل العديد من الصور مع لمحات تاريخية عن تاريخ الزاوية وعلاقتها بالحركة السنوسية. وبعد صلاة العصر بدأت قوافل الفرسان تصنع الفرجة بإطلاق ثلة منهم أصوات البارود التي لم تهدأ إلا بعد حلول الظلام لتعاود الكرة صبيحة السبت مع أمل اللقاء العام المقبل. يذكر أن الولي الصالح سيدي محمد الشارف بن تكوك الخطابي الإدريسي، الذي ينتهي نسبه إلى سيدنا الحسن حفيد سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم المولود في قرية أولاد شافع عام 1804 م، قد تتلمذ على يدي الشيخ سيدي محمد بلقندوز إمام الطريقة القادرية قبل أن يغتاله العثمانيون عام 1828 م، ما حز في نفسيته وأرغمه على اللجوء إلى المغرب، وتحديدا بمدينة فاس لإتمام تكوينه، وقد قضى فيها بضع سنين ليعود بعدها ويؤسس زاوية بن تكوك تتمة لرسالة شيخه في تعليم القرآن والفقه والنحو وما شابه، وقد اعتقلته السلطات الفرنسية لتودعه السجن ثم تفرج عنه تحت ضغط السكان الذين هبوا لنصرة شيخهم، وكان له الفضل في التأسيس للفكر الصوفي بمستغانم، حيث أصبح تلامذته شيوخا للطرق الصوفية أشهرهم الشيخ سيدي حمو البوزيدي، كما شارك في تأطير انتفاضة شعبية على الاستعمار، حيث يروي المؤرخ الفرنسي روني ليكليرك أن الشيخ تكوك قاد أعنف عصيان مدني في ما كان يسمى ولاية المطمر التي ضمت مستغانم وغيليزان آنذاك عام 1881م، و كان محل احترام وتقدير كبيرين من كل من عرفه. وقد توفي عام 1892 م، ليترك نجله الشيخ سيدي أحمد بن تكوك الذي أعاد فتح الزاوية على الطريقة السنوسية سنة 1902.