حاول المغرب، على لسان وزير خارجيته، الفاسي الفهري، تبرئة جيشه من المجزرة التي ارتكبها في مخيم أكديم إيزيك، حيث عمد إلى تقديم ”توضيح” بمقر البرلمان الأوروبي، قلل فيه من خطورة الهجوم وعدد الضحايا، فيما تحدثت شهادات أجنبية عايشت الهجوم المغربي على المدنيين في العيون عن وقوع إبادة جماعية بالمخيم أعلن وزير الخارجية المغربي، الطيب الفاسي الفهري، أن المغرب قدم ”توضيحات” للبرلمان الأوروبي حول أعمال العنف التي وقعت خلال ما اسماه ب” عملية تفكيك قوات الأمن المغربية في الثامن من الشهر الجاري مخيما لمحتجين قرب مدينة العيون في الصحراء الغربية”. وأوضح الوزير المغربي أنه قدم تلك ”التوضيحات” مساء الخميس لرؤساء الكتل السياسية بمقر البرلمان الأوروبي في بروكسل ولرئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان ذاته. وقلل الفاسي الفهري من عدد الضحايا الذين وقعوا خلال الهجوم المغربي والذين أحصتهم البوليساريو بعشرات القتلى واختصرهم في ”11 قتيلا من قوات الأمن . وفي هذه الأثناء كشفت الناشطة الإسبانية إسابيل تيراثا والناشط المكسيكي أنتونيو فيلاثكيث عن شهادة تظهر تعرض المدنيين الصحراويين بمخيم أكديم إيزيك ”لإبادة جماعية” على يد قوات الجيش الملكي المغربي. وحسب ما نشرته الخميس الصحف الإسبانية ونقلته وكالة الأنباء الإسبانية، فقد كانت الناشطة الإسبانية والمكسيكي أنطونيو فيلاثكيث داخل مخيم أكديم إيزيك ساعة الهجوم من طرف الجيش المغربي، وتمكنا من توثيق الدقائق الأولى من الهجوم على سكان المخيم العزل. ”إنه لمن الصعب علينا رؤية الصحراويين يذبحون امام اللامبالاة من الحكومة الإسبانية”، تنتقد تيراثا بعد أن أوضحت أنها بقيت مختبئة لمدة أيام في أحد البيوت ”حيث كنا نستمع لصرخات ونداءات بعد مداهمة المنازل وخطف الأشخاص منها”. وتضيف تيريزا في شهادتها لجريدة البيريوديكو الإسبانية: ”لقد شاهدت سيارة إسعاف مليئة بالموتى وسمعت أصوات صحراوية أصيلة تقول إنه تاريخ الإرهاب” تستوقف الناشطة الإسبانية في شهادتها، مؤكدة حيازتها على بعض تلك الحقائق موثق بصور فيديو. ومن جهته أوضح أنتونيو فيلاثكيث، عند وصوله إلى مطار جزر الكناري، أنه ”إذا لم توقف المجموعة الدولية حرب الإبادة في الصحراء الغربية فإن النزاع سيمتد نحو حرب عسكرية”، مناشدا إسبانيا ومجلس الأمن ”التدخل العاجل” لوقف هذه البربرية. ”لقد كنا شاهدين على تفكيك مخيم أكديم إيزيك” يقول الناشط المكسيكي، مؤكدا بأن ”السلطات المغربية لديها القدرة على اختلاق آلاف الصور في مواجهة الحقيقة”. ”نحن نملك الحقيقة، الصور تتحدث لوحدها، ما نريد قوله هو أن الشعب الصحراوي هناك وسيبقى هناك” يضيف أنتونيو، مشيرا إلى أنهم سيكونون صوتا للمرافعة عن قضية الشعب الصحراوي. وذكرت الصحيفة بأن الناشطين ليسا الوحيدين اللذين تم طردهما يوم الأربعاء الماضي من طرف السلطات المغربية، فعلى نفس الرحلة تم طرد فريق أنتينا 3 الإسبانية من طرف السلطات المغربية الذي كان يضم ثلاثة صحافيين إسبان إيفان لوبيث، أنخيل كريستو ونوريا ألباريث مع المخرج مانويل بييو. وقد أحدث الهجوم على المخيم عدة تطورات، أهمها مطالبة الجبهة مجلس الأمن الدولي بفتح تحقيق حول الأحداث، إلا أن المجلس، بعد جلسة مغلقة بحث فيها آخر نتائج المفاوضات التي دارت يوم الثامن من الشهر الجاري بين البوليساريو والمغرب في نيويورك، رفض التحقيق في أحداث المخيم. واكتفى المجلس بمناقشة تقرير بعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية (مينورسو) حول الموضوع، معربا في بيان صادق عليه الثلاثاء الماضي عن ”أسفه لأعمال العنف” التي حصلت خلال عملية إزالة المخيم، داعيا الطرفين (المغرب والبوليساريو) إلى ”التحلي بمزيد من الإرادة السياسية من أجل إيجاد حل” لأزمة الصحراء الغربية. وفي تعليقه على هذا القرار الذي رحبت به الرباط لأنه لا يدينها، قال ممثل البوليساريو في الأممالمتحدة أحمد بخاري إنه سيبلغ قيادة الجبهة بقرار مجلس الأمن حتى تحدد موقفها المستقبلي من مسار السلام المستمر مع المغرب نظريا، بحسب تعبيره.