وأنا أقرأ عمودك، فإذا بنشرة الإقتصاد في "الجزيرة" تشير إلى أن مصر بصدد إنجاز الخط الرابع من مترو القاهرة، طوله 17 كلم، فكدت أبكي، لا حسدا للمصريين ولكن نواحا على مترو الجزائر، الذي مضى عليه حينا من الدهر ولم ير النور .. أنوح على شارع طرابلس في حسين داي وكيف حوّله جهاز التخلف عندنا إلى كارثة من العصر الحجري بحجة إنجاز ترامواي. إن عيد سد المناخير لابد أن يطل هلاله في مصر والجزائر في نفس اليوم؟ أحياؤنا السكنية وعماراتنا ومراحيض مقاهينا تزكم وتنفر حتى شياطين الوسخ والروائح الكريهة. ونفس الشيء يوم مشترك أو عيد مشترك للديمقراطيات المصرية والجزائرية المتفننتان في التزوير. لقد زرت مصر مرة والحق يقال إنهم شعب شقيق طيب - باستثناء مسؤوليهم، الذين هم مرضى الوهم، فهم أسود غاضبة مع الزائر العربي، ثم يتحولون إلى مضيافين وحمل وديع مع اليهود والغربيين - إن المصريين المشهورين بالضحك والتنكيت هم غلابة لا يعرفون التمرد وكلمتهم دائما "حسبي اللّه"، عندنا في الجزائر المثل الشعبي يقول "اللي ما عندوش قلبو يموت سمين!" ولا ندري ما سبب السمنة والستات المتفتأة في مصر أهو كثرة الضحك أم الفول والطعمية. خلاصة القول، إن الشعبين الجزائري والمصري أشقاء ومقهورون من أنظمتهم ولهم أعياد بكاء كثيرة وطبعا هم في حاجة إلى عيد ضحك يتنفسون من خلاله كل همومهم. وإذا كان لابد للمصريين من عيد للضحكو أقترح نوفمبر وعيد أم درمان كعيد الضحك على الإخوة المصريين! ملاحظة: أتفق معك يا أخي علي من جيجل.. إذا كان وضع المصريين يدعو للضحك، فوضعنا نحن يدعو للنواح.. والمثل الذي ذكرته صورة حية لما يمكن أن يكون مناحة! وأزيد على ما قلت يا أخي علي أن مترو الجزائر انطلق العمل في إنجازه قبل مترو القاهرة بسنة.. وهم ركبوا الجزء الأول ويريدون إنجاز الجزء الثاني ونحن مازلنا لم ننجز بعد الجزء الأول! أنا كنت من بين الذين أخرجوا الدراسة الخاصة بإنجاز مترو الجزائر من أقبية ولاية الجزائر سنة 1981 وقد أنجزتها فرنسا وبقيت هناك 30 سنة. وأقترح على الأخوة المصريين أن يصدروا لنا "شوية" ضحك ونصدر نحن لهم "شوية" نواح ونحيب! ومادام وادي الحراش لا يقارن بوادي النيل من حيث الروائح.. فلا بأس أن يكون عندهم في مصر عيد لشم النسيم ويكون عندنا عيد لسد الأنف!