زيارة ممثل فرنسا باطنها “مكسبي” وظاهرها الاستثمارات المباشرة كشف الخبير، بشير مصيطفي، في قراءة أولية لزيارة رئيس البعثة الاقتصادية الفرنسية، رافاران، إلى الجزائر، عن خطة لن تكسب منها الجزائر أي شيء، تخول لفرنسا الاستفادة من استثمارات مباشرة، وتفيد بوش بالدرجة الأولى، بإنقاذه من ورطة الأزمة العالمية التي تسبب فيها خلال 2008، وتُبقي الجزائر في طفولتها الاقتصادية، ولن يتم النضج على أيدي رافاران، بقدر ما تتواصل الإعاقة ممثلة في “التبعية للخارج”. وأكد الخبير، في تدخله أمس على هامش ندوة مالك بن نبي، التي نظمها مركز أمل الأمة، أن الجزائر تعاني من “طفولة اقتصادية” حيث إنها تأخرت كثيرا مقارنة بالدول الصناعية، على مستوى الاستثمارات والإنتاج والمناهج العلمية والخطط الاستراتيجية، لفشل كل الملتقيات والندوات القطاعية في إخراج الدولة من المأزق “التبعية”، وقال “لن نتجاوز مرحلة الطفولة بقدوم رافاران، وتأهب الحكومة فرحة لتقديم استثمارات لفرنسا، ستفيد، جورج بوش، بدرجة أولى، لأنها ستنقذه من الأزمة العالمية التي تسبب فيها، ولن تفيدنا في شيء، خصوصا من ناحية امتصاص البطالة والتحكم في التكنولوجيا”، مبينا أن “تحرك فرنسا جاء بناء على أزمتها المالية، وبالتالي فهي تتحرك من أجل إعادة الاعتبار للنظام الرأسمالي الذي فرضته واشنطن على العالم، وتحاول تدارك أخطاء جورج بوش، الذي وقع في أزمة أغرقت العالم بسبب أزمة الديون والعقار في أوت في 2008”، و”بالتالي فإن رافاران في مهمة إنقاذ لا غير”، يضيف ذات الخبير. وأشار المتحدث إلى فكر مالك بن نبي في ذلك بقوله إن “منشأ النظم الاقتصادية اجتماعي وليس ماديا، والافتتاح يقوم على أساس الموارد الطبيعية واستغلالها تقنيا بخبرة أجنبية، مع الحفاظ على التقنيات والكفاءات محليا”، محذرا من تلاعبات الأجانب بالجزائر وخسارتها لرهان الدولار والرأسمالية، في وقت تمتلك إمكانات تنتظر التأهيل فقط، وكل هذه النقاط أتى على ذكرها المفكر مالك بن نبي، وما بقي إلا تطبيقه ميدانيا لتحقيق النتائج، مثلما تنبأ للصين والهند، حين أكد على نجاح قوتها الداخلية في تخطي عتبات الليبرالية، وتحقيق نمو هو الآن يتفوق على الأنظمة العالمية ككل. وتساءل مصيطفي إن كانت فرنسا تبحث حقا سبل ترقية التنمية الجزائرية، والوصول بها إلى مرحلة النضج، أم أنها مجرد تخمينات مصلحية، تخدم واشنطن بالدرجة الأولى لأن استفادة فرنسا من الاستثمارات تعني عودة الاستقرار إليها، ونجاح الرأسمالية في تخطي الأزمة العالمية. ويرى الخبير أن الزيارة التي قادت رافاران إلى الجزائر هذه الأيام لن تجدي نفعا مسار العلاقات الثنائية، إلا إن كانت في صالح فرنسا 100 بالمائة.