يستهجن كل امرئ في دمه شيء من المروءة ما بات مجتمعنا يعرفه من انتشار مقلق لقضايا تتعلق بالآداب العامة، أو ما يعرف في الأوساط القانونية بالقضايا المخلة بالحياء، والتي أصبحت تتوازى مع قضايا جماعات الأشرار، لترفع النقاب عن ممارسات غريبة عن تقاليدنا و قيمنا.. ليزداد الإستهجان معها عندما يكون المتورطون فيها من الأقارب الذين ينتهكون حرمات من تجمعهم معهم صلة الدم التي يفترض أن تكون رديف العرض والشرف العائلي. وفي هذا السياق، قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة على شاب، يبلغ من العمر 21 سنة، بالسجن النافذ لمدة عامين بعد متابعته جنائيا بمحاولة هتك عرض ابنة عمته التي نجت من قبضته بأعجوبة، بعد أن استرسلت في الدفاع عن شرفها. الضحية “ع. سهيلة “، وبتقربها من مصالح الدرك الوطني بتاريخ 17 ماي من العام الماضي، كشفت وقائع ما تعرضت له بضواحي مدينة حجوط في تيبازة، من قبل ابن خالها الذي قام في ذات اليوم بمحاولة هتك عرضها بالعنف، في حدود الساعة السابعة والنصف صباحا عندما كانت متوجهة نحو مقر عملها بالملحقة البلدية، مضيفة أن قريبها اعترض سبيلها بعد أن اختبأ وراء الأشجار ولما لاحظته غيرت مسلكها إلا أنه تبعها وترصد مرورها بالقرب من إحدى الأحراش، أين انقض عليها كالوحش الكاسر دون أن تأخذه أي رحمة بها رغم كل توسلاتها. ولما استرسلت في الصراخ لطلب النجدة، حاول غلق فمها بيده، إلا أن الأمر لم يكن كافيا لمنع وصول ندائها إلى عمال إحدى حقول العنب المجاورة الذين أنجدوها فورا قبل إيصالها إلى منزلها العائلي وهي في حالة نفسية صعبة بالنظر إلى هول ما تعرضت إليه. ذات الشهود تطابقت أقوالهم فيما رأوه يومها، ناهيك عن تأكيدهم على إقدام الجاني على محاولة خنق ضحيته لإسكاتها، وهو ما دحض كل محاولاته للإنكار متحججا بالقول أن كل القضية هي انتقام من شخصه من قبل الضحية بعد وقوع شجار بينهما انتهى بسبه وشتمه لها.. فأرادت الانتقام منه بتوريطه في هذه القضية. وقد التمس ممثل الحق العام تسليط عقوبة 8 سنوات سجنا نافذة في حقه، قبل النطق بالحكم السابق ذكره من قبل هيئة المحكمة.