سيشرع الديوان الوطني للحليب في وضع مخزون احتياطي استراتيجي لمسحوق الحليب المجفف، تحسبا لأي طارئ أو أزمة من شأنها التأثير على السوق الوطنية مستقبلا بخصوص مادة الحليب، مثلما حدث خلال الأيام السابقة والتي عرفت نقصا فادحا في هذه المادة، بسبب ارتفاع سعر المادة الأولية في الأسواق الدولية، والتي بلغت 40 بالمائة مقارنة بالسنة المنصرمة. قال الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، فروخي سيد أحمد، إن استيراد مسحوق الحليب المجفف المستعمل في إنتاج حليب الأكياس المبستر يتم بصورة طبيعية، ورغم هذا فإن السوق الوطنية شهدت انخفاضا حادا في العرض بخصوص حليب الأكياس المبستر، أمام الطلب الكبير عليه من طرف المواطنين، خاصة وأنه مدعم من طرف الدولة ليصبح في متناول القدرة الشرائية للمواطن. وما زاد الأمر تعقيدا هو عدم قدرة الوحدات الصناعية المنتجة للحليب المتواجدة على المستوى الوطني على تلبية الاحتياجات بهذه المادة، وهذه الوضعية في الوقت الحالي تم تجاوزها، حيث أن كل وحدات إنتاج حليب الأكياس المبستر أخذت في الحسبان كل التوقعات بشأن هذا الملف. وأعلن فروخي سيد أحمد، أول أمس، لدى نزوله ضيفا على برنامج “ضيف التحرير” للقناة الإذاعية الثالثة، أن الديوان المهني للحليب سيتبنى من الآن فصاعدا استراتيجية التخزين من خلال وضع احتياطي لمسحوق الحليب المجفف، الذي تعتمد عليه وحدات إنتاج الحليب بنسبة كبيرة في نشاطها، مضيفا أن مسحوق الحليب المجفف المعتمد كمادة أولية في إنتاج حليب الأكياس المبستر ارتفع سعره في الأسواق الدولية خلال عام 2010 بنسبة 40 بالمائة مقارنة بالعام الماضي، وما ينتج في العالم تقدر كميته الإجمالية ب40 مليون طن وتستفيد منها وبكميات كبيرة كل من الصين، الهند، مصر، والجزائر، ونحن في المرحلة الحالية قريبون مما حصل عام 2007 بشأن أزمة الحليب الحادة، لكن يمكن تجاوزها بالرغم من الطلب الكثير عليها من طرف بعض البلدان. ولتجاوز هذه المشكلة حسب المتحدث، يجب الاعتماد على الحليب الطازج المنتج محليا والذي يجب إدخاله في صناعة حليب الأكياس المبستر، وقد اتخذت السلطات العمومية مجموعة من التدابير والإجراءات التحفيزية لفائدة منتجي ومحولي الحليب، بتخصيص منحة للذين يجمعون كميات كبيرة منه، وهذا في إطار الاستراتيجية التي وضعناها مع المهنيين، خاصة وأن كمية كبيرة من الحليب الطازج لا تجمع، مشيرا بلغة الأرقام إلى أنه خلال عام 2008 تم جمع 150 مليون لتر من الحليب، في حين تجاوز 300 مليون لتر في الوقت الحالي، وعملية جمع الحليب الطازج تضاعفت مرتين، وهو جهد كبير قام به المهنيون. في ذات السياق أكد ذات المتحدث أن السلطات العمومية أقرت مجموعة من التدابير والإجراءات من شأنها تطوير شعبة إنتاج الحليب بالاعتماد على الحليب الطازج المنتج محليا، من خلال تشخيص حالة الوحدات المنتجة وإحصاء عددها والتوزيع الجغرافي لها وللوحدات الموزعة عبر المناطق.