تميّز معرض العسل في طبعته العاشرة عن المعارض السابقة بمشاركة فئة النساء فيه، حيث إنهن دخلن مهنة تربية النحل في السنوات الأخيرة بعدما كان القطاع حكرا على الرجال ”الفجر” اقتربت من هذا الثلاثي النسوي المشارك في المعرض بغرض التعرف عليهن والمنتوجات التي تعرضنها خاصة وأن أجنحتهن تميزت عن أجنحة الرجال بعرض المنتوجات التجميلية والطبية والصابون التي يدخل العسل الطبيعي في تركيبتها الأساسية. البداية كانت مع السيدة مناد حميدة التي جاءت مشاركتها تمثيلا لمنطقة عين طاية، وقالت بأنها كانت تعمل في مجال الإعلام الآلي، ثم غيرت نشاطها إلى تربية النحل. وحسب محدثتنا، فهي حديثة العهد بالحرفة، حيث إنها دخلت المجال منذ أربع سنوات، لكنها استطاعت أن تتقن المهنة وتطور إنتاجها فلم يبق حكرا على العسل الطبيعي وحبوب الطلع والغذاء الملكي، بل انتقلت إلى تربية ملكات النحل وتسويقها كما أنها تقوم بترحيل الملكات من خلية إلى أخرى للحفاظ على السلالات الجيدة. وأوضحت المتحدثة أنها تعتمد على الطرق الحديثة في تربية النحل وتتابع التطورات الحاصلة في المجال من أجل تحسين الإنتاج، خاصة في كيفية تكاثر النحل، حيث إنها تقوم بتربية الملكات على حدة وتستبدل الملكات الكبيرة في الخلايا بأخرى فتيّة لتحسين نوعية وكمية العسل الطبيعي وكذا تجديد خلايا النحل. بالنسبة للسيدة جهيدة شندوح فهي تركز في عملها على إبراز الفوائد الطبية لمنتوجات النحل من خلال صناعة المراهم الطبية. ففي حديثها ل”الفجر” قالت جهيدة بأنها تمارس تربية النحل منذ 10 سنوات وخلال هذه الفترة تمكّنت من اكتساب خبرة في مجال صناعة المراهم الطبية والتجميلية، وصارت تحضرها في المنزل مستعينة بإرشادات ابنتها المختصة في الكيمياء. تقول جهيدة ”العسل الطبيعي أثبت فعاليته في علاج عدة أمراض، ولهذا طوّرت منتوجات طبية يدخل العسل والبروبوليس في تركيبتها الأساسية. ومن بين المراهم الطبية التي ركبتها هناك الخاصة بعلاج سقوط الشعر، آلام المفاصل، البواسير، والحروق”. وأضافت المتحدثة في السياق ذاته أن للعسل استخدامات كثيرة في مجال التجميل ولهذا السبب طوّرت كريمات بمستخلصات العسل الطبيعي للقضاء على مشاكل البشرة والتجاعيد والحروق بالإضافة إلى التخلص من حب الشباب والنقاط السوداء. كما تقوم هذه السيدة باستخراج الزيوت الطبيعية من النباتات على غرار زيت إكليل الجبل وزيت المريمية وذلك لاستخدامها في المجالات الطبية والتجميلية. وفي أثناء تجولنا في المعرض شدّنا منظر الشموع وأدوات الزينة التي عرضتها السيدة فايزة بوشارب، اقتربنا منها للتعرف على منتوجاتها. في هذا الإطار قالت المتحدثة بأنها مهندسة في العلوم الفلاحية وتخصصت في تربية النحل رغم الصعوبات الكثيرة التي تواجهها كامرأة في الميدان، خاصة فيما يتعلق بترحيل خلايا النحل إلى مختلف المناطق، مشيرة إلى أن عملية الترحيل تتم خلال الفترات الليلية. وبخصوص منتوجاتها قالت إنها تقوم بتركيب أربع كريمات الأولى مصنوعة من الغذاء الملكي لمقاومة التجاعيد، والثانية مصنوعة من العسل الطبيعي لترطيب البشرة، أما الثالثة فمصنوعة من الشمع تستخدم لتشققات الأرجل، وبالنسبة للكريمة الرابعة فيدخل في صناعتها العكبر أو الصمغ وهي مضادة للفطريات والصدفية وحالات الإكزيما، بالإضافة إلى صناعة الصابون من العسل الطبيعي لمعالجة البشرة الدهنية وكذا الشموع التي تستخدم للزينة داخل البيوت.