شكل معرض العسل ومنتجات خلية النحل الذي فتح أبوابه للزوار بجسر قسنطينة يوم 25 نوفمبر ويدوم إلى غاية 4 ديسمبر المقبل تحت إشراف تعاونية تربية النحل لولاية الجزائر، محطة أخرى لتدعيم هدف إطلاع المستهلك على فوائد العسل ومنتجات الخلية بصفة عامة، حيث يؤكد بعض النحالين أن الوعي بدأ يشق طريقه في المجتمع الجزائري بهذا الخصوص، مما يعزز الأمل في ترسيخ ثقافة استهلاك العسل كغذاء وليس كدواء في العشريات القادمة. تميز معرض العسل ومنتجات خلية النحل الذي نظمته تعاونية تربية النحل لولاية الجزائر على مستوى تعاونية تربية النحل لجسر قسنطينة للمرة العاشرة على التوالي بتدشينه لأول مرة من طرف وزير الفلاحة والتنمية الريفية، والذي أكد خلال التدشين على ضرورة الاهتمام بتطوير هذا القطاع لأسباب اقتصادية وسياحية، لافتا إلى أن وجود باحثين في هذا المجال أمر يشجع على تطوير المجهودات المبذولة في هذا القطاع، والتي ترمي إلى إنشاء مراكز وطنية تهتم بتربية النحل. وفي هذا السياق كشف رئيس الفيدرالية الجزائرية لجمعية النحالين والباحثين محمود لكحل عن طموح تعاونيات تربية النحل في رفع عدد خلايا النحل إلى مليونين و500 خلية، ومستوى المنتوج إلى 100000 طن في آفاق 2014 لرفع نسبة استهلاك العسل لدى المستهلك الجزائري، والتي لا تتعدى 80 غراما في السنة، وهو استهلاك ضعيف. للعلم يأتي هذا التحدي كنتيجة للاهتمام الذي حظي به قطاع تربية النحل من خلال البرنامج الخماسي 2010 - 2014 بحسب السيد علي مدوي مدير تعاونية تربية النحل لولاية الجزائر. وشارك في المعرض ذي الطابع الوطني 43 نحالا ينتمون إلى 10 ولايات من الوطن، عرضوا 13 نوعا من العسل، إضافة إلى منتجات خلية النحل المتمثلة في الغذاء الملكي، وحبوب الطلع وصمغ النحل، علما أن الأسعار تراوحت مابين 1400 دج و2400 دج للكيلوغرام الواحد، ويعد عسل السدرة الأغلى نظرا لقلة إنتاجه، كونه يتطلب إمكانيات كبيرة للتنقل إلى المناطق الصحراوية. وإضافة إلى الجانب التجاري تميز المعرض من ناحية أخرى ببرمجة مداخلات حول أسس تربية النحل ومختلف الأمراض التي يمكن أن تفتك بهذه الحشرة، بهدف رفع مستوى الإنتاجية والجودة. وشهد المعرض الوطني إقبال شرائح مختلفة من المواطنين، حيث شكلت هذه التظاهرة فرصة بالنسبة لهم للاطلاع على منتجات خلية النحل، وكذا نتائج بعض الباحثين ممن توصلوا إلى إنتاج مستحضرات للعلاج والتجميل بواسطة منتجات الخلية على غرار الغذاء الملكي وصمغ النحل، حيث استفادوا من توضيحات وإرشادات بعض النحالين. وبرأي مربي النحل سليمان سي لكحل من تيزي وزو فإن المعرض فرصة لإطلاع الناس على مختلف أنواع العسل المتوفرة في الجزائر منها: عسل الغابة، السدرة، الكاليتوس، الحمضيات، الأزهار، الجزر البري، السلة، الشوكي، الجبلي وعسل الحبة السوداء الجديد. كما أنه فرصة سانحة لتبادل الخبرات بين النحالين. وبالنسبة للسيد حمزاوي الذي يعمل بالتعاونية الفلاحية المختصة في تربية النحل لولاية بومرداس، فإن المعرض مبادرة إيجابية، ليكتشف المستهلك قيمة العسل الغذائية، وليتعرف مربو النحل من جهتهم على الأدوات اللازمة لتربية هذه الحشرة، مشيرا إلى أن قلة الإقبال على منتوج العسل يرتبط بغياب ثقافة استهلاكه وليس بالسعر بالدرجة الأولى، كما أن معظم المستهلكين يقعون في خطأ تناول العسل كدواء عند المرض، في حين ينبغي المداومة على استهلاك هذا المشروب لتجنب الأمراض. ومن جهته أرجع أحد نحالي ولاية الجزائر ارتفاع سعر العسل إلى التكلفة الكبيرة لإنتاجه، علاوة على مشكل السرقة الذي تتعرض له منتجات النحالين في البساتين، والذي يعد من أكبر العقبات التي تواجههم. ويعد المعرض حسب وجهة نظر النحال رابح فيلالي من ولاية قسنطينة فرصة لعرض المنتوج المحلي لقطاع تربية النحل ذات القيمة الغذائية الكبيرة، لكن الأسعار قد تحول دون الإقبال المكثف. ووجه محدث ''المساء'' نداءه إلى السلطات المعنية لمساعدة النحالين بما يكفل تحقيق هدف خفض الأسعار، موضحا أن هناك مشاكل عديدة تؤدي إلى ارتفاع سعر العسل منها التكلفة الكبيرة، لاسيما وأن الأمر يتعلق بمهنة فتية تستدعي المساعدة لتنظيمها، فضلا عن توعية النحالين وتكوينهم. الجدير بالذكر أن تدشين معرض العسل يعد خطوة لتشجيع القائمين على قطاع تربية النحل بعدما عرفت الإنتاجية تطورا ملحوظا خلال العامين الأخيرين، حيث بلغ إنتاج العسل 48 ألف طن سنة 2010 مقابل 33 ألف طن سنة ,2008 وفي هذا الصدد يهدف البرنامج الخماسي 2010 -2014 إلى تطوير قطاع تربية النحل على مستوى 37 ولاية، وتشجيع تنظيم المعارض، علاوة على إجراء دورات تكوينية لفائدة عمال تعاونيات تربية النحل. وللإشارة، يبلغ عدد النحالين ,39114 منهم 1108 امرأة، فيما يقدر عدد خلايا النحل ب878078 خلية نحل. مقابل وجود 80 تعاونية تزود النحالين بأدوات تربية النحل-.