وضعت المديرية الجهوية للنقل بالسكك الحديدية مؤخرا شروطا تعجيزية لفئة المعاقين القاطنين خارج منطقتي (الجزائر العاصمة - العفرون) و(الجزائر العاصمة - الثنية)، المضطرين للتنقل يوميا من مناطق بعيدة جدا للالتحاق بمناصب عملهم بالجزائر العاصمة، تتمثل في إحضار يوميا وصل من مديريات النشاط الاجتماعي بالولايات التي يقطنون بها، يسمح لهم بالسفر مرة واحدة (ذهابا وإيابا) عبر مختلف القطارات. تتواصل معاناة المعاقين بالجزائر والعالم يحتفل باليوم العالمي للمعوقين وإضافة إلى المنحة التي تتحصل عليها هذه الفئة والتي لا تكفي حتى لسد رمق عيشها، والنظرة السلبية للمجتمع لها، وصعوبة الحصول على مناصب عمل لائقة برواتب محترمة كباقي أفراد المجتمع بداعي الإعاقة، ها هي المديرية الجهوية للنقل بالسكك الحديدية تفاجئ المعوقين بخرجة لم تكن على البال أبدا، وهذا من خلال إصدار أوامر تتلخص في إجبار فئة المعاقين بجلب يوميا من عند مديريات النشاط الاجتماعي بالولايات التي يقطنون بها وصل صالح لمدة 24 ساعة فقط (ذهاب وإياب)، ومحدد الوجهة بواسطة مختلف أنواع القطارات، مع إلزامية أن يكون المتحصل على هذا الوصل موظفا أو طالبا جامعيا أو مريضا مضطرا للعلاج بالجزائر العاصمة أو الولايات القريبة منها، من خلال إيداع شهادات أو وثائق تثبت وضعيتهم لدى مديريات النشاط الاجتماعي بالولايات التي يقطنون بها. وذكرت مجموعة من المعوقين المعنيين بهذا الإجراء “التعسفي” من طرف المديرية الجهوية للنقل بالسكك الحديدية، التقت بهم “الفجر” بأنهم أصبحوا يتلقون صعوبات جمة بعد إصدار هذه التعليمة من قبل هذه المديرية، وهذا سواء في عملهم وهذا بالنظر للتأخر اليومي عن موعد الدوام، ومن ناحية تنقلاتهم اليومية لمديريات النشاط الاجتماعي بالولايات التي يقطنون بها للحصول على الوصل. وكشف لنا هؤلاء المعاقون بأنهم تفاجأوا بدورهم “لاستغراب هذه المديريات للإجراءات الأخير الذي اتخذته المديرية الجهوية للنقل بالسكك الحديدية”، وأضافوا بأنها أكدت لهم عدم تلقيها أي تعليمة من هذا النوع من وزارة التضامن الوطني والأسرة والجالية الجزائرية بالخارج، وبأنها لازالت تعمل وفق الإجراء الذي صدر منذ مدة، والمتمثل في منح فئة المعوقين (الموظفين، الطلبة، المرضى المضطرين للعلاج خارج ولايتهم) وصولات صالحة لمدة شهر كامل محددة الوجهة، تسمح لهم بالتنقل لعدة مرات بواسطة القطارات خلال نفس الفترة المحددة دون إشكال، ولكن مع إلزامية منح مديريات النشاط الاجتماعي بالولاية شهادات أو وثائق تثبت وضعيتهم. وتجد هذه الفئة من المعوقين، وبخاصة الموظفين منهم أنفسهم مضطرين في معظم الأحوال إلى التغيب عن عملهم للجوء لجلب هذا الصنف من الوصولات الصالحة ليوم واحد، والدخول متأخرين إلى مؤسسات عملهم التي توجه لهم إنذارات قد تعرضهم للطرد من العمل، بسبب رفض أصحاب شبابيك محطات القطارات، والمراقبين منحهم التذاكر أو السماح لهم بالسفر مقابل إرسال غرامات مالية لهم أو دفع قيمة التذكرة، حيث يؤكد هؤلاء المراقبون للمعوقين بأن الخلل على مستوى الوزارة الوصية عليهم وليس على مستوى مديريات النقل بالسكك الحديدية، وعليها إيجاد حلول لهم، وكشفت مصادر مؤكدة أن المسؤولين بالمديرية الجهوية للنقل بالسكك الحديدية رفضوا الرد على استفسارات مديريات النشاط الاجتماعي للولايات حول هذا الإجراء.