أشارت إحصائيات أوردتها مصالح الأمن الولائي بباتنة، أن ظاهرة جنوح الأحداث تسير في منحى تصاعدي من سنة إلى أخرى، بالنظر إلى عدد القضايا المتعلقة بجنح نفذها أحداث أو اشتركوا فيها، وتحتل الولاية حاليا المرتبة الخامسة وطنيا في هذا النوع من القضايا ذي البعد الإجتماعي المرتبط بالتفكك الأسري وغياب الحوار وإهمال المسؤوليات الأبوية، وكذا عدم معالجة السلوك العدواني لبعض الأطفال. وفي هذا الإطار فقد أشارت مصالح الأمن، على هامش تنظيمها لأبواب مفتوحة حول جنوح الأحداث في اليومين الأخيرين، إلى تسجيل 214 قضية تتعلق بالأحداث تورط 296 منهم في جنح مختلفة، منهم 5 إناث، وقد أودع على خلفية هذه القضايا 46 حدثا الحبس المؤقت ووضع أربعة آخرين في مركز إعادة الإدماج بالولاية، وسجلت خلال نفس الفترة 158 حالة للأحداث في خطر معنوي من بينها 94 تتعلق بالإناث، و22 في حالة فرار، فيما وضعت 63 حالة بمختلف المراكز التي باتت هي الأخرى تسجل حالات فرار قدرت ب 17 خلال العام الماضي. كما أن حالات الإعتداء على الأحداث تزايدت بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، أين أحصيت 24 حالة اعتداء جنسي و12 مختطفا من بينهم 8 بنات، مع تعرض 11 أنثى إلى الإغتصاب، وتسجيل 183 عنف عمدي و 41 حالة فعل مخل بالحياء . وحسب مختصين اجتماعيين، فإن طغيان الإهتمامات المادية على الآباء وانشغالاتهم خارج الأسرة، تدفع الأطفال إلى البحث عن جو بديل في الشارع، والذي لا يكون آمنا في غالب الأحيان، كما أن الشجارات الزوجية أمام الأطفال تزيد من حدة الظاهرة، بالإضافة إلى الزج بالأطفال في معترك الحياة في سن مبكرة سعيا وراء المادة، على حساب أشياء أكثر أهمية في هذا السن.