رحب الفلسطينيون بالبيان الذي أصدره وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بعد اجتماعهم في بروكسل الاثنين والذي نددوا فيه ببناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، في تصريحات للصحفيين إن بيان الاتحاد الأوروبي الذي صدر الاثنين يمثل “موقفا متقدما، يعتبر ضم إسرائيل لأي جزء من الأرض الفلسطينيةالمحتلة غير شرعي”. وكان الاتحاد الأوروبي هدد بالاعتراف بدولة فلسطينية على حدود عام 1967، في محاولة لمعاقبة إسرائيل على رفضها تجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية لاستئناف المفاوضات، وسط دعوة فلسطينية للتدخل الأوروبي. وجاء ذلك في نص بيان الاتحاد الأوروبي –اطلعت عليه صحيفة ديلي تلغراف- الذي أعرب عن استعداده للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو ما يزيد الضغط الدولي على تل أبيب بعد انهيار المحاولات لاستئناف المفاوضات المباشرة الأسبوع الماضي. وكان وزراء الاتحاد الأوروبي الذين يمثلون 27 دولة أعربوا في البيان الختامي لاجتماعهم الاثنين عن أسفهم لرفض إسرائيل تمديد قرار تجميد بناء المستوطنات الذي كانت مدته عشرة أشهر، والذي انتهى سريانه في 26 سبتمبر الماضي. وكان عريقات كشف في وقت سابق من الاثنين أنه بعث برسالة للممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كاترين اشتون، يدعو فيها الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود الرابع من جوان عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وأعرب الاتحاد الأوروبي عن استعداده للمضي باتجاه الاعتراف بدولة فلسطين “حينما تكون الظروف ملائمة”، حيث أن هذه الخطوة قد تعوق الجهود الجارية لاستئناف مفاوضات السلام المتوقفة بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال عريقات إن الاتحاد الأوروبي ودول العالم سيعترفون قريبا بدولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. ويشار إلى أن البرازيل والأرجنتين اعترفتا الأسبوع الماضي بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، ورحبت السلطة الفلسطينية بهذه الخطوة من جانب الدولتين في حين انتقدتها إسرائيل والولايات المتحدة. وفي إشارة للمخاوف الفلسطينية، أكد وزراء الاتحاد الأوروبي مجددا تأييدهم للقدس كعاصمة للدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، ودعوا إسرائيل إلى التخفيف من حصارها لقطاع غزة والسماح بدخول مواد البناء. وأصر وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، على أن الدور الرئيسي في محاولة إحياء المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية يجب أن يترك للولايات المتحدة. وقالت كاترين أشتون، ممثلة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن مبعوث السلام الأمريكي للشرق الأوسط، جورج ميتشل، سيتوجه إلى بروكسل يوم الجمعة لإطلاعها شخصيا بنتائج زيارته للمنطقة بعد إجراء مباحثات مع الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين. وكان عدد من زعماء الاتحاد الأوروبي السابقين قد دعوا يوم الجمعة الماضي الكتلة الأوروبية التي تضم 27 دولة لفرض عقوبات على إسرائيل بسبب البناء الاستيطاني الذي يرى الاتحاد أنه انتهاك للقانون الدولي. إلا أن هذا التوجه لم يلق الكثير من التأييد في ظل تأكيد الوزراء على أن “الاتحاد الأوروبي يبقى مستعدا لتطوير علاقاته الثنائية مع إسرائيل”.