يستعد أكثر من 100 ألف جزائري لقضاء احتفالية رأس السنة الميلادية بمختلف الوجهات السياحية التونسية، من إجمالي 500 ألف سائح أجنبي. وتشهد تونس تحضيرات كثيفة وحركة دؤوبة لاستقبال ذات المناسبة، لاسيما وأن هياكلها ومشاريعها السياحية عرفت نموا بنسبة 50 بالمائة وتأمل تونس من وراء كل هذا أن تحتل المراتب الأولى عالميا من حيث تدفق السياح والمحتفلين بتوديع سنة 2010 واستقبال سنة 2011 حسب المعلومات التي استقصتها “الفجر” بذات البلد الشقيق. وحسب إحصاءات قدمها مسؤولو الديوان السياحي التونسي ل”الفجر”، فإن الجزائريين لايزالون من أكبر الجنسيات التي تفضل السياحية بمختلف أنواعها عبر أرجاء تونس، والدليل على ذلك أن أكثر من 100 ألف جزائري يستعد لاجتياز احتفاليات رأس السنة الميلادية الجديدةبتونس، من بين 500 ألف سائح أجنبي منتظر، وفق إحصائيات الغرف المحجوزة، وهو الرقم الذي أهل الجزائريين لاحتلال المرتبة الثالثة في جنسيات السياح بعد كل من الفرنسيين والليبيين. وتعتبر مدينة سوسة والحمامات من أكبر الوجهات التونسية المفضلة لدى السياح الجزائريين نظرا للخصائص السياحية التي تجمع بين جمال الطبيعة وكثافة التجهيزات السياحية وتنوعها من السياحة الرياضية إلى السياحة الطبية والثقافة، حيث تبلغ نسبة إقامة الجزائريين من إجمالي 45 فندقا مابين 3 و5 نجوم بمدينة الحمامات، حسب تصريح محافظ سياحية المدينة ل”الفجر”، وهي الفنادق التي سجلت بها العديد حجوزات الفنادق، حسب نفس المصدر. جزائريو المهجر هم الآخرون يفضلون السياحة التونسية لم تعد السياحة التونسية وجهة أولى للمواطنين الجزائريين الذي يعيشون بمختلف مدن الجزائر، والدليل على ذلك وجود زخم هائل من السيارات التي تحمل ترقيما خاصا بمدن الشرق بمختلف شوارع ومدن تونسكسوسة والحمامات، بالإضافة إلى بنزرت والمنستير، دون الحديث عن العاصمة تونس التي يظن للمتجول بشوارعها أنه في أحد الشوارع الرئيسية للعاصمة أو الولايات الكبرى للجزائر، بل بات أفراد الجالية الوطنية بالخارج، لاسيما فرنسا، إيطاليا وسويسرا، هم الآخرون يفضلون تونس دون غيرها للعديد من الاعتبارات وفي مقدمتها انخفاض أسعار الخدمات، وهو ما أكده لنا السيد حسان، 43 سنة، مهاجر جزائري بسويسرا، التقيناه بالعاصمة تونس رفقة عائلته. ولعل أهم عامل يجذب الجزائريين إلى تونس بعد الأمن والجمال والهدوء وضخامة التجهيزات القاعدية، هو الأسعار التنافسية. فمثلا، وحسب الأسعار المخصصة لاحتفاليات نهاية السنة، لا يتعدى سعر الغرفة بفندق من فئة 3 نجوم 45 دينارا تونسيا، وهو ما يعادل 2700 دينار جزائري بالوجبات الثلاث، ويتراوح بين 50 و60 دينارا ب4 نجوم و70 دينارا تونسيا فما فوق في فندق ب5 نجوم. ولا تعتبر السياحة الفندقية الوحيدة فقط بتونس، بل هي متنوعة، فهناك السياحة الصحية، لاسيما عبر التداوي بمياه البحر، من خلال كثافة المراكز وتنافسية أسعارها، وهي السياحة التي يحتل فيها الروس المرتبة الأولى حسب إحصائيات ديوان السياحة التونسية، إلى جانب سياحة المؤتمرات والسياحة الرياضية والثقافية، حيث لا تزال أكبر الفرق الدولية في تخصصات رياضية تعسكر بتونس لإجراء مختلف تربصاتها، وهو ما وقفنا عليه طيلة إقامتنا بتونس، لاسيما بالحمامات وسوسة. التونسيون في سباق مع الزمن لاحتفاليات رأس السنة الميلادية رغم أن زمن تواجدنا بتونس صادق اليوم العاشر قبل نهاية السنة الجارية 2010، إلا أن كل التونسيين يحضرون على قدم وساق لخدمة السياح والعمل على راحتهم تحسبا لهذه الاحتفالات، التي تأمل من ورائها تونس منافسة كبريات الوجهات العالمية، على غرار باريس ولندن، فحيثما وليت وجهك إلا وترى أشغالا ذات صلة بالتحضير لهذه الاحتفالية، لاسيما وأنها تدعمت بمطار دولي جديد بالعاصمة لا يبعد كثيرا عن مطار قرطاج الدولي. وحسب تصريحات مرافقة الوفد الجزائري، فإن جميع المصالح التي لها صلة بالسياحة بتونس، قد ضاعفت مواردها المادية والبشرية من نظافة وصحة وإدارة، تحسبا لهذا الموعد.