ارتبطت السياحة التونسية منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي بالجزائريين الذين يحجون إلى منتجعات الحمامات، ونابل وسوسة والمهدية والمنستير وغيرها من المدن الساحلية التونسية التي أصبحت تستقطب مئات الآلاف من السياح الجزائريين مع حلول فصل كل صيف... وعلى النقيض من السنوات الماضية والتي كانت تشهد تزايدا مستمرا في أعداد الجزائريين الذين يقصدون تونس لقضاء عطلة الصيف إلى أن فاق عددهم خلال صائفة السنة الماضية مليون سائح جزائري، فإن مسؤولي قطاع السياحة التونسية يتوقعون تراجعا في أعداد الزائرين الجزائريين بسبب حلول شهر رمضان المعظم في عزٌ عطاء الموسم السياحي أي إبتداء من مطلع شهر أوت القادم، وعزوف أغلبية الجزائريين عن السفر خلال شهر رمضان وتفضيلهم لقضاء أيام الصيام داخل الديار برفقة الأهل والعائلة. وفي ظل المعطيات المتوفرة والتخوفات القائمة من طرف مسؤولي قطاع السياحة التونسية على اعتبار أن الجزائريين هم من أهم موردي العملة الأجنبية لتونس، فإن مجهودات القائمين على قطاع السياحة ارتكزت أساسا على التخطيط لكيفية عدم تضييع هذا الحيز الهام من السياح الجزائريين والتخطيط لجلب أكبر عدد منهم لزيارة تونس حتى خلال شهر رمضان المعظم، والذي يصادف هذه السنة ذروة عطاء الموسم السياحي التونسي، وفي هذا الصدد كشف مسؤولون تونسيون للشروق اليومي أن وكالات السفر والسياحية التونسية عقدت عدٌة اتفاقيات مع أصحاب الفنادق لتخصيص امتيازات جد هامة للسياح الجزائريين خلال فترة شهر رمضان هذه السنة من خلال التخفيضات المعتمدة في أسعار الإقامة وتنويع الخدمات .فيما تم إرسال موفدين إلى مختلف المركبات السياحية بولايات الشرق الجزائري للعمل على الإشهار وعرض خدماتهم والإمتيازات المتوفرة لاستقطاب اكبر عدد من السياح الجزائرين. على صعيد آخر، أكد محمد الفهري قائد فوج الكشافة التونسية بولاية نابل أن حلول شهر رمضان هذه السنة في العاشر من شهر أوت يعني موت السياحة التونسية بعد فترة الإنتعاش التي عرفتها على مدار الخمس عشرة سنة الماضية، مضيفا أن الجزائريين غالبا ما يأتون إلى تونس ما بعد تاريخ العاشر من جويلية من كل سنة لارتباط العديد من العائلات بنتائج البكالوريا ومختلف النتائج المدرسية، ويبقون إلى غاية مطلع شهر سبتمبر في شكل دفعات متتالية، تنعش الحركة التجارية التونسية إجمالا والقطاع السياحي على وجه الخصوص. ويضيف الفهري أن حلول شهر رمضان خلال الفترة الصيفية سيؤثر بالتأكيد على الحركة التجارية والسياحية على مدار ست سنوات كاملة، خاصة وأنه من المعروف بأن المواطن الجزائري لا يمكنه مغادرة منزله خلال شهر رمضان، وعليه يقول الفهري أنه سبق له تقديم برنامج لجلب بعض العائلات الجزائرية التي اعتادت زيارة تونس خلال موسم كل صيف وترغيبها لقضاء شهر رمضان بتونس وذلك من خلال استضافتها عند العائلات التونسية، وهو البرنامج الذي يقول الفهري لم تأخذه السلطات بنابل على مأخذ الجد رغم أهميته ونجاعته بالنسبة لتجار المنطقة الذين ظهروا الأكثر تخوفا على تجارتهم المهددة بالكساد أو بالأحرى بالزوال، خاصة وان السائح الجزائري في رأس قائمة زبائن مختلف الفنادق والمركبات السياحية الفخمة وحتى تجار مختلف الصناعات التقليدية والمنتوجات الزراعية. وبين تخوفات التجار والحرفيين والقائمين على القطاع السياحي التونسي تبقى أقلية من الجزائريين تحج إلى تونس لقضاء شهر رمضان كاملا لحاجة في نفسها ولهذه الفئة أيضا حظها من البرنامج الخاص الذي تعكف على إعداده الجهات الوصية بنابل وباقي المناطق السياحية التونسية.