لم تكن مشاركة المنتخب الوطني لكرة القدم في مونديال جنوب إفريقيا وتمثيل الوطن العربي وحده الحدث الرياضي الذي طغى على سنة 2010، بل الأندية الجزائرية التي شاركت في مختلف المنافسات القارية سجلت اسمها بأحرف من ذهب، على غرار الوفاق السطايفي الذي عاود الكرة وتوج بكأس شمال إفريقيا للأندية الحائزة على الكؤوس للمرة الثانية على التوالي إضافة إلى العودة القوية للشبيبة القبائلية إلى الساحة الإفريقية بقهرها فريق القرن الأهلي المصري ووصولها إلى نصف نهائي كأس رابطة ابطال إفريقيا. ولم يقتصر الأمر على الوفاق والشبيبة فحسب، بل حتى عميد الأندية الجزائرية مولودية الجزائر وبتشكيلة شابة رفعت التحدي وبلغت نهائي كأس شمال إفريقيا للأندية البطلة بعد التتويج بلقب البطولة الوطنية عن جدارة واستحقاق في ماي الماضي، لكن نقص الخبرة جعل أشبال المدرب الفرنسي ألان ميشال يضيعون التاج أمام النادي الإفريقي. كأس ”لوناف” لسطيف لنسيان نكسة رابطة الأبطال الإفريقية لا يختلف اثنان على أن النتائج الباهرة التي حققها فريق وفاق سطيف في مختلف المنافسات جعلته من أكبر الأندية العربية والإفريقية، وهو ما جعل رئيسه عبد الحكيم سرار يولي اهتمامه في سنة 2010 لكأس رابطة ابطال إفريقيا للأندية البطلة والتتويج بها، بالنظر إلى كل الامكانيات التي كانت متوفرة في النادي وتواجده في أحسن أحواله. لكن خرجة الوفاق في أكبر منافسة قارية لم تكن موفقة بداية من الهزيمة المفاجئة ضد الترجي التونسي بملعب 8 ماي بسطيف تحت قيادة المدرب المقال نورالدين زكري الذي برر ذلك الإخفاق بسوء التحضيرات وعدم تلقيه كافة الدعم من طرف الإدارة. ورغم محاولة رفقاء القائد لموشية التدارك إلا أن مشوار الفريق السطايفي انتهى في هذه المنافسة قبل الوصول إلى الدور نصف النهائي، فاكتفى الوفاق بالتعادل 2-2 في لقاء العودة في تونس ضد الترجي يوم 12 سبتمبر الماضي، في لقاء جد مثير وتنافسي لم يشفع للنسر الأسود للتأهل إلى نصف النهائي، خاصة أن نادي مازمبي الكونغولي حامل اللقب فاز هو أيضا على نادي ديناموس الزامبي بنتيجة 2-1. خيبة أنصار وفاق سطيف وإدارة النادي كانت كبيرة بعد ذلك الاقصاء وكان لزاما على الرئيس سرار أن يبحث عن تتويج جديد ينسي به الأنصار نكسة الكأس الإفريقية. فانتظر الجمهور السطايفي تاريخ 21 ديسمبر لاستعادة نشوة التتويجات بمناسبة نهائي كأس شمال إفريقيا للأندية الحائزة على الكؤوس، ليفوز الوفاق بنتيجة 3-1 أمام نصر بنغازي الليبي في لقاء شهد عودة المدلل حاج عيسى إلى المنافسة بعد طول غياب. وهو التتويج الذي أكد به الوفاق السطايفي تربعه على عرش منافسة كأس شمال إفريقيا في انتظار التحديات الأخرى التي يراهن عليها سنة 2011في رابطة ابطال إفريقيا. ”الكناري” يقهر الفراعنة ويتحسر على تضييع النهائي بعد إقصاء الوفاق من منافسة كأس رابطة ابطال إفريقيا، بقي فريق شبيبة يواصل السباق من أجل الوصول إلى التتويج بالكأس الإفريقية، رافعا التحدي أمام عمالقة الكرة الإفريقية على رأسهم نادي القرن الأهلي المصري وكذا الإسماعيلي. ففي دور المجموعات فاز النادي القبائلي على الإسماعيلي في عقر داره من توقيع المدافع بلكالام بهدف دون رد، وأعادت الشبيبة نفس السيناريو في لقاء العودة. وكان تاريخ 15 أوت 2010 محطة هامة لشبيبة القبائل بمناسبة اللقاء الواعد الذي خاضه رفقاء عودية ضد الأهلي المصري بملعب أول نوفمبر بتيزي وزو. ورغم الحرب النفسية التي شنها النادي المصري الذي كان مدججا بنجومه الذين يشكلون نواة المنتخب المصري، إلا أن إرادة عناصر الشبيبة كانت أقوى وكان هدف زيتي كافيا لمنح ثلاث نقاط هامة للشبيبة وتصدرها المجموعة بعد التعادل الذي عاد به أشبال غيغر من القاهرة بهدف في كل شبكة. ويتذكر المصريون ذلك السيناريو خاصة هدف التعادل الذي وقعه تجار.وبالنظر للمشوار المشرف الذي قطعه الكناري في دور المجموعات وقهر أقوى الأندية، كان المتتبعون ينتظرون بلوغ ممثل الجزائر الدور النهائي لكن حلم التتويج بكأس إفريقيا انتهى يوم 17أكتوبر 2010 عندما فرض حامل التاج تي بي مازمبي التعادل على الشبيبة بهدف في كل شبكة في لقاء العودة، بعدما انتهت مباراة الذهاب بهزيمة الكناري يوم 3 أكتوبر بنتيجة 3-1. وهي الهزيمة التي لم تكن متوقعة بالنظر للمردود الذي قدمته عناصر الشبيبة، لكن الخطأ الذي ارتكبه الحارس عسلة في الدقائق الأخيرة من زمن المباراة كلف فريقه الهزيمة. العميد أجرى اختبارا مفيدا قبل المغامرة الإفريقية سجل فريق مولودية الجزائر سنة 2010، حضوره على الصعيد الإقليمي بعد طول غياب. وحاول عميد الأندية الجزائرية استعادة مجده الضائع على المستوى القاري، فبحث عنه في منافسة كأس شمال إفريقيا للأندية البطلة. فاستطاع اجتياز عقبة الأهلي الليبي وفاز عليه في لقاء الذهاب بطرابلس بهدف وقعه المغترب يوسف سفيان قبل تعادله سلبا في مباراة العودة بملعب الرويبة. وبلوغ النهائي من هذه المنافسة الإقليمية كان كافيا لاستعادة المولودية هيبتها على المستوى المغاربي، فكانت المواجهة النهائية ضد الإفريقي التونسي، بيد أن عامل التجربة رجح الكفة لصالح التونسيين ونال العميد كل الاستحقاق والتقدير بعد مشواره المشرف. فمباراة الذهاب في تونس خسرها بثنائية نظيفة، وحاول رفقاء زماموش رفع التحدي في العودة يوم 23 ديسمبر الماضي. ولم يكن هدف مقداد كافيا للعودة في النتيجة خاصة أن النادي الإفريقي تمكن من التعديل فأخلط ذلك الهدف أوراق الفرنسي ألان ميشال، وعجل بثورة الأنصار على فريقهم، فكانت نهاية مأساوية ومؤسفة بسبب أعمال العنف التي عجلت برحيل رئيس الاتحاية قبل توزيع الكأس والميداليات على الفريقين، وأفسدت الحفل الذي كان بصدد إقامته لضيوفه عندما عزم قرابة 30 رئيس اتحادية إفريقية.