طالب سكان قرية ذراع الصاع، بولاية النعامة، من السلطات الولائية رفع كافة أشكال التهميش المضروب على قريتهم التي تضم عددا كبيرا من البدو الرّحل، ورغم أن منطقتهم يمرّ عبرها الطريق الوطني رقم 6، إلا أنها ما زالت محرومة من مختلف المرافق الضرورية كالغاز الطبيعي والتهيئة يعاني المجمّع السكني ذراع الصاع من غياب أدنى شروط الحياة الكريمة، فالسكان لم ينعموا طيلة سنوات بالمياه الصالحة للشرب بصفة دائمة ومنتظمة، حيث يشكون من فقدان هذه المادة الحيوية على مدار أيام السنة، ما يضطرهم لجلب صهاريج المياه غير المراقبة، فضلا على بعض المتاعب الأخرى كغياب قارورات الغاز ومادة الحطب التي يتحمّل أعباء جلبها أبناؤهم على حساب صحة أجسادهم وفترات دراستهم. وأدّى غياب قارورات غاز البوتان إلى تذمر وسخط كبيرين بين أهالي القرية الذين طالبوا الجهات المعنية بالتعجيل بتوصيل منازلهم بالغاز، وبناء مرافق حيوية تساعدهم في الاستقرار لضمان تمدرس أبنائهم، مثلما تنعم به القرى المجاورة لهم، ناهيك عن معاناة غياب الإنارة العمومية، ومعضلة نقص شدة التيار الكهربائي بالقرية، ممّا يؤدي إلى تكرّر الانقطاعات. وما زاد من قلق المواطنين بالقرية، انعدام نقاط توقّف الحافلات على حافة الطريق، حيث يتحمّل السكان متاعب التقلبات الجوية ببقائهم دون ملجأ خلال تساقط الأمطار، إذ يصل أبناؤهم في تلك الأثناء مبلّلين إلى المدارس، فيما يضطر آخرون إلى إلغاء خروجهم إلى غاية تحسّن وضعية الطقس. واستنكر أهالي القرية النقص الفادح في الخدمات الصحية وغياب سيارات الإسعاف، مشيرين إلى أن قاعة العلاج الوحيدة بالقرية تقتصر على الخدمات السطحية، لا سيما وأن الطبيب لا يأتي سوى مرة في الأسبوع، الأمر الذي يضطر المرضى للتنقل بوسائلهم الخاصة إلى غاية أقرب مؤسسة استشفائية لتلقّي العلاج، فيما تكابد بعض الحوامل مشاق كبيرة للوصول إلى مستشفى عين الصفراء. وأبدى محدّثونا تذمّرهم الشديد لدى حديثهم لجريدة “الفجر”، من تهميش القرية من مختلف مرافق الترفيه والفضاءات الرياضية والحيوية، وأشاروا في هذا الصدد إلى أنها تتحول إلى قبلة للمترشحين للمجلس المحلي في المواعيد الانتخابية فقط، كما أعاب محدّثونا على المسؤولين التأخر في بعث مشاريع تنموية حقيقية.