يحتفل البرنامج الإذاعي ”سينيراما” مع معده جمال حازرلي ومستمعيه الأوفياء، سهرة غد، بميلاده الثالث والعشرين. ورغم أن صاحبه لم يكن ليخاطر في بدايته بالرهان على استمراره كل هذه السنوات، إلا أنه اكتشف قدرته على تحويله إلى أهم البرامج الإذاعية في الجزائر يقول جمال حازرلي، في حديثه ل”الفجر”، إن استمرار البرنامج كل هذه السنوات لا ينفي جملة المشاكل التي اعترضته وكادت تعصف بوجوده، على غرار القرار الذي صدر عن أحد المسؤولين في 2004 وأدى إلى غيابه سنتين، لولا تدخل عز الدين ميهوبي الذي كان وقتها مديرا للإذاعة الوطنية وأمر بعودة بثه. لذا فإن حازرلي يرى أن سر هذا الاستمرار كان نابعا بالدرجة الأولى من الإرادة الشخصية وحبه للسينما ورغبته في تمكين المستمع من مرجعية ثقافية حول السينما، من خلال ما كان يقترحه في كل عدد من مادة ثقافية دسمة. هذا بالإضافة إلى جمهوره الوفي المترامي في الجزائر وحتى خارجها والذي لا ينكر فضله في استمراره من خلال التواصل التفاعلي. لذا يقول حازرلي إنه سيكون حريصا في العدد القادم على معرفة ردود فعل مستمعيه الأوفياء لمعرفة ما استطاع برنامج ”سينيراما” أن يقدمه إليهم في سنواته الطويلة من البث المباشر، وإن كان يرى في ظل تفاعله الدائم مع الجمهور أن البرنامج خلق ردودا طيبة وقد رسخ في وجدان الجمهور. ويضيف المتحدث أن غياب الحياة السينمائية في الجزائر في السنوات الأزمة، كاد يؤثر في صيرورة البرنامج في ظل غياب المادة الثقافية التي تسمح بمده بشحنات إضافية للاستمرار، موضحا أن الجزائر لو كانت تعرف حراكا ثقافيا أكبر لاختلف الأمر وكان للبرنامج وزن أكبر، وهو ما اضطره في ظل هذه الظروف إلى مضاعفة مجهوده ليكون في مستوى البرامج الكبرى. وأوضح المتحدث أن المتتبع قد يعتقد للوهلة الأولى أن ”سينيراما” موجه للنخبة فقط بسبب تطرقه إلى التجارب السينمائية الكبرى وعرضه لأهم مقاطع موسيقى أشهر الأفلام ومناقشة المختصين في مواضيع تمس السينما وشعابها، إلا أنه نجح في تغيير هذه القناعة والتأكيد أن البرنامج يفتح ذراعيه لكل المستمعين الذين وجدوا فيه ضالتهم. من جهة أخرى، ورغم النجاح الكبير الذي حققه البرنامج إذاعيا؛ إلا أن فكرة نقله إلى التلفزيون تبقى مستبعدة عند جمال حازرلي، الذي يقول إن سياسة هذه المؤسسة تعتمد بشكل كبير على البرامج الحوارية، وهو ما يمكن أن يقتل البرنامج الذي استمد روحه من حركية السينما. إلا أنه لا يرفض هذه الخطوة إن لمس إرادة جادة يمكنها توفير أستوديو ضخم يتماشى مع فكرة البرنامج وفقرات ومحاور وإمكانيات كبيرة، وهو ما يعتقد أنه صعب التحقيق في الوقت الحالي. ومجمل القول ربما الجزائر ما زالت تعيش إلى اليوم غياب قاعات السينما التي تبقى أبوابها مغلقة، إلا أن ”سينيراما” الذي بدأ ذات يوم من عام 1988 من محطة قسنطينة الإذاعية في شكل فكرة عفوية، يبقى مصرا على تحدي هذا الخلل بإمكانياته البسيطة وطموحه الكبير، ليتواصل سهرة كل جمعة مجددا مع مستمعيه وكل محبي السينما. عبد الحميد بوحالة: قصة حب ”سينيراما” بدأت مع العسكرية يبقى عبد الحميد بوحالة أحد مستمعي البرنامج الأوفياء جدا. ويقول حميد إن بداية هذه الألفة كانت في فترة خدمته العسكرية؛ حيث تصادف ذات ليلة مراقبة من عام 1988 أن استمع عبر موجات الأثير إلى برنامج ”سينيراما” الذي كان هو الآخر في بداياته، لتتشكل الألفة بين البرنامج وبينه وتتوسع إلى آخرين شكلوا بناء على فكرة من المخرج أحمد راشدي نادي ”سينيراما” لأوفياء البرنامج. ويعود بوحالة للقول إنه يصر على متابعة البرنامج والاتصال للإجابة عن أسئلة البرنامج في السينما والفوز بجائزتها وإن كانت بسيطة، كما تذكر عندما كان يفوز بجوائز تتمثل في تذاكر دخول مجانية إلى السينما باسم برنامج ”سينيراما”.