لولا جمال الدين حازورلي ما كان للإذاعة الجزائرية أن تجد شيئا مهماً في أرشيفها عن المرحومة كلثوم، بعد أن انتقلت إلى جوار ربها، حيث كان لديها تسجيلا نادرا ومطولا مع فقيدة الفن السابع الوطني يثه في برنامج ''سينيراما'' الرائد الذي مازال يواصل حضوره لسنوات طويلة· وجمال الدين حازورلي من الإذاعيين المتميزين في بلادنا ومن أكثر الناس اهتماما بالسينما وعالمها، استطاع بفضل حصته ''سينيراما'' أن يعطي للسينما في الإذاعة الجزائرية حضورا خاصا مازلت أذكر صوته الإذاعي الخاص منذ سنوات طويلة، ومازلت أذكر إطلاعه الواسع على السينما العالمية وأيضا -وهذا المهم- أن برنامجه خلق له شبكة واسعة من الأصدقاء الأوفياء الذين يتصلون بالبرنامج أسبوعيا، ويعتبر برنامج ''سينيراما'' من أنجح البرامج الإذاعية التي استطاعت الصمود لسنوات طويلة رغم كل التغييرات التي حدثت في الإدارة وفي البلاد· التقيت جمال الدين حازورلي قبل شهرين في مدينة عنابة خلال تذكارية الراحل الطاهر وطار، وهو من الأشخاص الذين تصادقهم من أول مصافحة دون بروتوكولات ولا أي شيء آخر، أنا في البداية كنت أعتقد أنه سيكون كبيرا في السن، لكنه كان مفعما بالشباب والحيوية، لا يتكلم كثيرا ولكن كلامه كان دائما إشارات وتلميحات ذكية لا تخرج عن إطار عالم الفن الواسع·· جمال الدين مولع بالسينما وبالثقافة البصرية·· في لقائنا بعنابة وكان معنا عادل صياد ومحمد بغالي والخير شوار بنفدق السيبوس اكتشفت في جمال الدين حازورلي مخرجا سينمائيا كبيرا من خلال حثه العميق حول الصورة والحركة السينمائية وحول أفكاره الإخراجية التي تنتظر التجسيد، فهو ليس مجرد إذاعي يقدم برنامج ''سينيراما'' ولكنه مشروع مخرج سينمائي مميز· أصبح جمال الدين حازورلي صديقا لي دون مقدمات، وهو نوع من الصداقة التي أعتز بها، إذ تولد كبيرة وتستمر كذلك، فلولاه لما وجدت الإذاعة الجزائرية شيئا ذا أهمية تقدمه لمستمعيها بعد رحيل أم السينما الجزائرية كلثوم، فألف تحية له وألف شكر لمجهوده الرائد في التعريف بالسينماء الجزائرية·