الزائر لبلدية بوقارة، التي لا تبعد عن مقر ولاية تسمسيلت إلا ب 15 كلم، لا يصدق أنها لا تزال تفتقد أدنى الضروريات، فطرقات هذه المدينة وأرصفتها توحي أنها في طي النسيان، حيث أصبح يتعذر على أصحاب السيارات عبور الكثير من الشوارع التي لم يتغير وضعها منذ نصف قرن ويناشد سكان بلدية بوقارة، التي يعود تأسيسها إلى ما قبل الاستقلال، المسؤولين المركزيين الإطلاع على أوضاعهم المزرية، والتي ساهم في تكريسها، حسب اعتقادهم، زمرة المنتخبين المتعاقبين على البلدية، الذين انغمسوا في قضاء مصالحهم بعيدا عن هموم ومشاكل السكان. ففي الوقت الذي تستفيد بعض بلديات الولاية من مشاريع سكنية معتبرة، فإن نصيبهم لا يتجاوز ذر الرماد للعيون، والاستفادة من مناصب تشغيل الشباب والشبكة الاجتماعية، باتت يقتصر على فئات محدودة من المحظوظين دون غيرهم من أبناء البلدية الذين يظلون تحت رحمة البطالة التي فاقت نسبتها في هذه البلدية ال 50 بالمائة. سبب آخر يعتقد السكان أنه وراء حرمانهم من المشاريع التنموية، والمتعلق بالتقسيم الإداري المجحف الذي يجعل منهم تابعين إقليميا لولاية تيارت، والتي يبعدون عنها بأكثر من 70 كلم، في حين أن بعدهم عن ولاية تسمسيلت لا يتجاوز 10 كلم، وهو ما يدفعهم إلى مناشدة السلطات العليا لإعادة النظر في هذا التقسيم الجائر الذي لا يخدم مصالحهم، والذي يدفع حتى بالأندية الرياضية للتسجيل ضمن رابطة تسمسيل،ت على خلاف ما تنص عليه القوانين. فضلا عن هذا فإن مصالح سكان بلدية بوقارة باتت مرتبطة ببلدية تسمسيلت باعتبارها أقرب إليها حتى من دائرة حمادية التي تتبع لها، ما يفسر حجم المعاناة التي يعيشها قرابة 09 آلاف مواطن.