يتقاسم سكان الأحياء والتجمعات الريفية التابعة لبلدية بالريحان بالطارف والتي يقدر عدد سكانها بحوالي 20 ألف نسمة والتي تبعد عن عاصمة الولاية ب 32 كلم، حياة البؤس والشقاء وسط انعدام شبه تام لأدنى ضروريات الحياة التي يتصدرها غياب النقل المدرسي، السكن، الغاز الطبيعي الإنارة العمومية وكذا التهيئة الحضرية والنقل، حيث لم يشفع لسكان بلدية بالريحان موقعها على حافة الطريق الوطني رقم ؟؟؟ أن تتحول إلى نقطة عبور هامة على مستوى الجهة الجنوبية للولاية حيث أصبحت مجرد نقطة عبور باتجاه الحدود التونسية مرورا بعاصمة الولاية رغم موقعا الإستراتيجي العام الذي توسط مساحات شاسع تتميز بطابعها الفلاحي والإستثماري الهام إلا أن معاناة سكان بالريحان لا تزال متواصلة مع مشاكل لا حصر لها زادت الأمر تعقيدا هو غياب النقل المدرسي بالنسبة للتلاميذ الذي يجبرون يوميا على قطع مسافة 6 كلم في حال تأخر الحافلات القادمة من المناطق المجاورة حيث يضطرون إلى الوقوف على حافة الطريق متوسلين أصحاب السيارات التوقف لإيصالهم إلى غاية مقر البلدية أو إلى مكان تتواجد مؤسساتهم التعليمية، هذا في غياب أدنى اهتمام من السلطات المحلية لبلدية بالريحان في التكفل بانشغالات هذه الفئة بالذات التي عانت ولا زالت تعاني من غياب النقل المدرسي بالخصوص والنقل العمومي إجمالا في ظل النقص الواضح في خطوط النقل الحضري، هذا بالإضافة إلى ذلك غياب السكن الذي أصبح من بين أهم الأساسيات التي يطالب بها سكان بالريحان وهذا ما يظهر جليا في السكنات ذات الطابع الفوضى والبنايات الهشة التي تميز المنطقة والتي بات يغلب عليها النسيج العمراني ذو الطابع الاستعماري وهذا ما يرجعه سكان المنطقة إلى غياب مشاريع تنموية ذات طابع اجتماعي بإمكانها أن تغير من الشكل العام للمنطقة. ناهيك عن غياب فرص الشغل الأمر الذي أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة في أوساط الشباب الذين يعتمد أغلبهم على رعي الغنم وزراعة الأرض على اعتبار أن المنطقة يميزها الطابع الفلاحي والرئوي بالدرجة الأولى في غياب إستراتيجية واضحة للاستثمار بالمنطقة التي بإمكانها أن تتحول إلى قطب استثماري هام نظرا لموقعها الهام وتوسطها لمحميات طبيعية هامة والتي صنفت من بين أجمل المناطق السياحية بالجزائر لكن ورغم ذلك لا تزال منطقة بالريحان تعاني الأمرين خاصة بالنسبة لسكان المناطق الريفية المجاورة على غرار منطقة الريغية التي تبعد بحوالي 7 كلم عن مقر البلدية والتي لا تزال من بين أفقر الأحياء التابعة لبريحان حيث تنعدم هناك أدنى مظاهر استمرارية الحياة بسبب غياب كلي وشبه تام للمرافق الضرورية التي يعتمد عليها المواطن في حياته اليومية خاصة ما تعلق منها بالمرافق الصحية والتعليمية بالإضافة إلى غياب الغاز الطبيعي الذي أصبح من أهم الأساسيات التي يطالب بها سكان بريحان وباقي المناطق الريفية المجاورة حيث يضطرون إلى الاعتماد على قارورات غاز البوتان التي باتت تؤرقهم خاصة مع ارتفاع أسعارها وانخفاض درجات الجرارة مع اقتراب كل موسم من فصل الشتاء بالإضافة على ذلك غياب الإنارة العمومية ليلا التي زادت من عزلة المنطقة والتي تسببت في العديد من الأوقات في وقوع حوادث خطيرة ومؤلمة خاصة ما تعلق منها بحوادث المرور على اعتباران منطقة بريحان لمئات السيارات والشحنات ذات الوزن الثقيل القادمة من عاصمة الولاية باتجاه باقي الولايات المجاورة وهو الأمر الذي أصبح يثير سخط السكان الذين عبروا في اتصال لهم بآخر ساعة عن تذمرهم من صمت المسؤولين إزاء نداءاتهم المستمرة من أجل إيجاد حل عاجل لمشاكلهم المتواصلة منذ سنوات طويلة . معيزي جميلة