لازال سكان قرية لوذاني التي تبعد 30كلم شرق مدينة المسيلة والتابعة إداريا لبلدية السوامع يتجرعون مرارة الفقر والمعاناة حيث تعيش قرابة 800 نسمة ظروف ضنكة لانعدام ضروريات الحياة في الوقت الذي لا تزال فيه السلطات المحلية تلتزم الصمت على الرغم من النداءات المتكررة غير أن لا أحد من المسؤولين على هذه القرية النائية تحرك ولأسباب قال عنها الأهالي تبقى مجهولة. فالزائر لها يخيل له أنها لم تنل شيئا من نعيم الاستقلال إذ بمجرد تهاطل الأمطار ينقطع التلاميذ عن الدراسة بسبب فيضان وادي بوحمادو الذي يقطع الطريق المؤدي للإكمالية الموجودة بالبلدية الأم ناهيك عن غياب كلي لشبكة الصرف الصحي، وما يؤرق السكان النقص الفادح في المياه الصالحة للشرب إذ توجد بالقرية حنفية واحدة يتداول عليها معظم السكان وتزداد معاناتهم خاصة في فصل الصيف مما يجعل السكان مضطرين الى اقتناء ماء الصهاريج ب 800دج ، لتأتي بعد ذلك سلسلة المشاكل الأخرى كغياب التغطية الصحية وما تسببه من معاناة كبيرة للمرضى خاصة الحالات الاستعجالية والتي تتطلب النقل لمسافة 22 كلم لأقرب مركز صحي للتجمع السكاني، فأهالي القرية ينتظرون افتتاح العيادة الوحيدة التي أنجزت منذ قرابة الستة سنوات والتي لا تزال مغلقة إلى غاية كتابة هذه الأسطر وبحلول فصل الشتاء يعاني السكان الأمرين أمام ما ذكر موازاة مع قساوة الطبيعة لهذه المنطقة لتتواصل رحلتهم في البحث عن قارورة غاز والتي يصل سعرها في بعض الأحيان إلى 500دج إضافة إلى عائق الطرق المؤدية للقرية والتي جلها مهترئة وغير معبدة مما جعلها تعيش العزلة عن باقي قرى البلدية وفي تصريح (للأمة) ذكر أحد مشايخ القرية أن هذه المنطقة قدمت الكثير إبان ثورة التحرير وضحت بالأخيار من رجالها ولم يكن يتوقع أن تهمش وتصبح في طي النسيان لذا يناشد سكان القرية السلطات المحلية والمنتخبين برفع الغبن عنهم وإخراجها من طي النسيان.