كشفت وزيرة الشؤون الخارجية الفرنسية، ميشال أليو ماي، عن رؤية باريس حول ضمان ممارسة الحريات الدينية في دول المغرب العربي، خاصة في الجزائر، فقالت إن بلادها تعمل على نقل رسالتها حو التسامح الديني والاحترام المتبادل بين الديانات التوحيدية الثلاث: الإسلام، المسيحية واليهودية، في هذه البلدان وكل البلدان العربية، وهو نداء وجهته للدول المشاركة في “فوروم المستقبل “بقطر، قبل أيام، ضم وزراء خارجية بلدان “مجموعة الثماني، ووزراء خارجية بلدان شمال إفريقيا والشرق الوسط. وأوضحت ميشال آليو ماري، في حوار لموقع “ فاملي كريتيان” المهتم بشؤون المسيحيين، أنها اختارت “فوروم المستقبل”، للدفاع بقوة عن هذه المبادئ الأساسية، أي التسامح الديني والاحترام المتبادل بين الديانات الثلاث، فنددت بمعاداة اليهودية والمسيحية والاسلام على السواء، موضحة بأن كل شخص معتنق لإحدى الديانات الثلاث يجب أن يجد مكانه في المجتمع الذي يعيش فيه. وفي ردها على سؤال حول ما يمكن لفرنسا أن تفعله لحماية الحريات الدينية في الجزائر ودول المغرب العربي الكبير، بالنظر إلى تعدد النقاش السائد في هذه البلدان حول المسيحية، أجابت آليو ماري بأنها كانت قد ذكرت في لقاء قطر، بضرورة تضامن كل الدول فيما بينها في مكافحة التطرف الديني، والإرهاب، في نفس الوقت، لأن “فرنسا لن تقبل أبدا أن يقتل الرجال والنساء، باسم انتمائهم الديني”، تضيف الوزيرة. وقالت المسؤولة الفرنسية “إنه حان الوقت لكي تؤكد جميع الدول تمسكها بالحرية الدينية وحرية الضمير، لأجل الممارسة الحرة للمعتقد، مشيرة إلى أن موقف فرنسا من هذه المسألة لقي ترحيبا كبيرا، خاصة وأن عددا كبيرا من الدول العربية الإسلامية، بدءا بدولة قطر التي نظمت “فوروم المستقبل”، اتخذت إجراءات لحماية حرية المسيحيين في ممارسة شعائرهم الدينية بالترخيص لبناء الكنائس، كون استهدافهم من قبل الإرهابيين، هو استهداف أيضا لهذه الدول ومؤسساتها لضرب استقرارها. ووجهت ميشال آليو ماري دعوتها لضمان الحريات الدينية، ليس للجزائر ودول المغرب فقط، بل ولدول منطقة الشرق الأوسط، وخاصة مصر والأردن، وقالت إن الاستجابة كانت “جد إيجابية”، حسبما جاء في تصريحاتها لذات الموقع، وستكون هذه الدعوة أهم فكرة تعيد فرنسا طرحها، يوم 31 جانفي المقبل، في المجلس الأوروبي للشؤون الخارجية. وفي ردها على سؤال آخر حول ما يمكن لفرنسا أن تقدمه لمسيحيي المشرق العربي، على خلفيات الهجمات الإرهابية التي يتعرضون لها، شددت وزيرة الخارجية الفرنسية على أن “المسيحيين العرب هم في أوطانهم، أين يفترض أن يمارسوا شعائرهم الدينية بكل أمان”.