أشاد التقرير السنوي لكتابة الدولة الأمريكية للشؤون الخارجية حول احترام حرية الديانات، بجهود الحكومة الجزائرية في حماية حقوق الأقليات الدينية في الجزائر، موضحا أن الأقليات الدينية في الجزائر تحظى بالاحترام والمساعدة من طرف الدولة، كما اعترف التقرير من جهة أخرى بوجود تجمعات دينية لمسيحيين في أماكن غير مرخصة. سهام. ب تقرير كتابة الدولة الأمريكية السنوي الذي كشفت عنه وزير الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في ندوة صحفية، أكد أن دستور الجزائر يكرس الإسلام دينا للدولة، مشيرا من جهة أخرى إلى أن هناك عدة قوانين وتنظيمات تسمح لغير المسلمين بحرية ممارسة دينهم طالما أنها لا تمس بالنظام العام والأخلاق واحترام الحقوق والحريات الأساسية للغير، وأضاف ذات التقرير أن المجتمع الجزائري يحترم الأجانب الذين يتدينون بديانات أخرى غير الإسلام. وعلى عكس ما يشاع أن الجزائر قد قيدت الحريات الدينية لغير المسلمين من خلال قانون ممارسة الشعائر الدينية، تطرق تقرير الخارجية الأمريكية إلى التغييرات الإيجابية التي تشهدها معالجة الأقليات الدينية، موضحا أن الحكومة الجزائرية تولي اهتماما كبيرا لانشغالات المجموعات المسيحية ومنها تنظيم منتديات حول العقائد الدينية. وأضاف التقرير أن المسيحيين الذين يترددون على أماكن العبادة في الجزائر هم أساسا أعضاء الجالية الدبلوماسية وكذا المقيمين الأجانب القادمين من البلدان الغربية وإفريقيا جنوب الصحراء و اللذين يتراوح عددهم ما بين 1000 و1500 مسيحي بعضهم مصريون يعيشون داخل البلاد، وأحصى البيان أهم المدن الجزائرية التي يعيش فيها المسيحيون، موضحا أنهم يتمركزون في الجزائر العاصمة، وعنابة ووهران، بينما يتمركز أعضاء الكنيسة الأنجليكانية في منطقة القبائل، وسجل التقرير أن عدد اليهود الذين يعيشون في الجزائر يصل إلى 2000 يهودي، لكنهم غير ناشطين رغم أن الدولة قد وافقت على 25 معبد يهودي عبر الوطن، وفي هذا الصدد اعترفت كتابة الخارجية الأمريكية بتنظيم تجمعات مسيحية في أماكن غير مرخصة للعبادة، مرجعة سبب ذلك إلى نقص الكنائس المعترف بها من طرف الدولة، غير أن التقرير أشار أيضا إلى أن الدولة قد أوقفت 53 إماما وأغلقت 43 مسجدا غير مرخص، مما يعني أن غلق أماكن العبادة غير المرخصة من طرف الدولة ليس حكرا على غير المسلمين فقط. وأشاد التقرير من جهة أخرى بالعلاقة الحسنة التي تربط الأعيان المسيحيين في الجزائر بالحكومة موضحا أن عددا كبيرا من مسيري الكنائس قد اعترفوا أنهم تلقوا مساعدة الوزارة الجزائرية للشؤون الدينية، وخاصة ما تعلق منها بإجراءات تسجيل المجموعات الدينية غير المسلمة وفقا للقوانين السارية. وفي ذات السياق، أشارت كتابة الدولة الأمريكية في تقريرها إلى أن اللجنة الجزائرية لخدمات الديانات غير الإسلامية التي تعتبر الكيان الحكومي المكلف بتسجيل هذه الفئة قد تلقت 12 طلب اعتماد مجموعات مختلف الديانات البروتيستانية. كما أشار التقرير إلى أن تغيير الديانة ليس ممنوعا بالنظر إلى القانون المدني و أن التخلي عن الديانة ليس مخالفة جزائية مضيفا أن الحكومة الجزائرية ترخص لمجموعات المبشرين القيام بنشاطات إنسانية بشرط أن لا يقوموا بمهمة التبشير. وأشاد التقرير أيضا بتوفر النصوص الدينية غير الإسلامية وأشرطة الفيديو المتعلقة بها في الجزائر مؤكدا أن الجزائر العاصمة تضم محلات مرخصة لبيع الإنجيل بالعديد من اللغات العربية والفرنسية والأمازيغية، كما ذكر التقرير أيضا بالقنوات الإذاعية العمومية التي تبث الخدمات الدينية لاحتفالات عيد ميلاد المسيح وغيرها من أعياد الديانة المسيحية باللغة الفرنسية. وأشارت كتابة الدولة إلى تنظيم منتدى يحمل عنوان:»ممارسة الديانات: حق مضمون من طرف الديانة والقانون«، شهر فيفري الفارط شارك فيه ممثلون عن مجموعات دينية مسيحية ورجال دين كاثوليكيين وبروتيستان أمريكيين، وأشرفت عليه وزارتا الشؤون الخارجية والشؤون الدينية.