تصاعدت الضغوط الدولية على مصر لمطالبة حكومتها باحترام حرية التعبير في مواجهة أيام الغضب المتتالية التي تزايدت حدتها احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية وللمطالبة بإصلاحات سياسية. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد دعا نظيره المصري حسني مبارك إلى إجراء إصلاحات "مهمة للغاية"، وحرص في أول تعليق له بعد ثلاثة أيام من الاحتجاجات على تجنب أي إشارة إلى تخليه عن مبارك وزير دفاع فرنسا.."النظام الحاكم في مصر بالتأكيد متسلط" لكنه أوضح تعاطفه مع المتظاهرين الذين قال إنهم يعبرون عن "إحباطات مكبوتة" لعدم حدوث تغيير ذي معنى. وطبقا لرويترز، فإن "الإدارة الأمريكية توازن بين رغبتها في الاستقرار الإقليمي ودعمها للتغيير الديمقراطي وعزمها على تجنب ظهور حكومة إسلامية مناهضة للولايات المتحدة في القاهرة قد تتحالف مع إيران". وتعبيرا عن ذلك، قال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس للصحفيين إن "هذا ليس اختيارا بين الحكومة والشعب في مصر.. الأمر لا يتعلق بالانحياز لأي طرف"، مضيفا أن "حكومة مصر مستقرة". وفي مؤشر آخر على حذر واشنطن تجاه ما يحدث في مصر، قال جوزيف بايدن، نائب الرئيس الأمريكي في مقابلة مع قناة بي.بي.أس "لن أشير إليه على أنه دكتاتور". وكان نشطاء مدافعون عن حقوق الإنسان قد اتهموا الإدارات الأمريكية المتعاقبة بأنها تتبع نهجا متراخيا جدا إزاء انتهاكات الحقوق في مصر. وفي السياق، انضم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى قائمة القوى الدولية المطالبة بعدم تصعيد العنف في مصر، كما حثت دول غربية الحكومة المصرية على احترام حق المواطنين في التظاهر فقد دعا الاتحاد الأوروبي الحكومة المصرية إلى الاحترام الكامل لحقوق المواطنين بتنظيم مظاهرات سلمية. من جهته، قال آلان جوبيه، وزير الدفاع الفرنسي، إن النظام الحاكم في مصر "من المؤكد جدا متسلط"، غير أنه استبعد في الوقت نفسه حدوث أي تدخل فرنسي أو غربي لفرض الديمقراطية في مصر التي تشهد احتجاجات شعبية غير مسبوقة في عهد الرئيس محمد حسني مبارك. ونقلت صحيفة "لوبوان" الفرنسية الصادرة الأربعاء عن جوبيه قوله ردا على سؤال من قناة "كانال بلوس" الفرنسية بشأن تطورات الأوضاع في مصر: "لا يوجد في مصر ديمقراطية تتناسب مع معاييرنا، ومن المؤكد جدا أن النظام في مصر متسلط". ومع ذلك أشارت وزيرة الخارجية الفرنسية إلى أن فرنسا تتابع باهتمام كبير مايحدث فى مصر.. وتدعو إلى مزيد من الديمقراطية فى كافة الدول، ويتعين "السماح بالتظاهر دون أن تكون هناك أعمال عنف أو سقوط قتلى". وحث وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني على دعم مبارك، ولكنه حث أيضا على دعم الإصلاحات في تكرار للسياسة الأمريكية بشأن مصر. عربيا، أعرب الزعيم الليبي معمر القذافي خلال اتصال هاتفي مع مبارك عن ثقته في استقرار المجتمع المصري وحفاظه على ما حققه من مكتسبات.