أمريكا تشدّد اللهجة وتطالب السلطات المصرية بوقف العنف والتعتيم الإعلامي تزايدت الضغوطات على الرئيس المصري حسني مبارك لإجراء تغييرات وإصلاحات سياسية عقب الاحتجاجات الضخمة التي لم تشهدها مصر منذ أكثر من 30سنة، وقد شددت الولاياتالمتحدةالأمريكية من لهجتها أمس على لسان وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون التي دعت السلطات المصرية على بذل كل طاقتها لكبح العنف الذي تمارسه قوات الأمن ضد المتظاهرين، مؤكدة أن هذا الأسلوب لن ينجح في إيقاف الاحتجاجات، وقالت انه يتوجب على السلطات هناك السماح بالمظاهرات السلمية وأن تضع حدا للإجراءات غير المسبوقة التي اتخذتها قصد قطع الاتصالات، وأضافت كلينتون أن الولاياتالمتحدةالأمريكية وباعتبارها شريكا لمصر ترى انه من الضروري على السلطات هناك أن تشرع فورا في فتح حوار مع فئات الشعب المصري قصد إجراء الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الضرورية. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما من جهته أكد أول أمس الخميس، أن العنف المستعمل ضد المتظاهرين ليس حلا للوضع الحالي في مصر، وأن الإصلاحات السياسية ضرورية لصالح البلاد على الأمد البعيد. وأضاف في أول رد فعل له على الأحداث المتسارعة التي شهدتها مصر منذ أربعة أيام، أنه دعا الرئيس المصري عدة مرات إلى إجراء إصلاح سياسي واقتصادي، كما أشار إلى أن ما يحدث في الشوارع هو نتيجة لما أسماه بالإحباط المكبوت، ودعا كلا من الحكومة والمتظاهرين إلى عدم استخدام العنف،غير أنه استطرد بعدها بالتأكيد أن حسني مبارك حليف داعم لواشنطن في العديد من القضايا الهامة. وكان البيت الأبيض قد صرّح في وقت سابق أنّ الرئيس الأمريكي يتابع الوضع في مصر عن كثب، وأكد نائب مستشار الأمن القومي دنيس مكدونو أنّ البيت الأبيض يرى في تلك الاحتجاجات فرصة أمام مبارك للاستماع للشعب والقيام بإصلاحات سياسية، كما دعا المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس الحكومة المصرية إلى رفع الحظر على التظاهر وإبداء الرأي ، معتبرا أنها من الحقوق العالمية التي تدعمها أمريكا . وكانت العديد من الدول الأوربية قد دعت الحكومة المصرية إلى احترام حقوق مواطنيها في التظاهر، وعدم استخدام العنف في التصدي للمتظاهرين، والإفراج عن الذين تم اعتقالهم، وهي الدعوات التي وجهها كل من الاتحاد الأوربي، ووزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني ونظيرته الفرنسية ميشيل أليو ماري التي استنكرت سقوط قتلى أثناء الاحتجاجات مع الدعوة إلى المزيد من الحرية، كما أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بأنه يتعيّن على الحكومة المصرية الاستجابة لمطالب المتظاهرين بخصوص الإصلاح وزيادة الشفافية .