لم تفلح تغييرات مبارك التي أحدثها في هرم السلطة في تهدئة غضب المصريين؛ حيث تواصلت المظاهرات أمس وتجمع عشرات الآلاف في ميدان التحرير وسط القاهرة، بينما شكل العديد من المصريين لجانا شعبية لحماية الممتلكات والأحياء في وقت دفعت القوات المسلحة بقوات كبيرة في المدن المصرية كافة واعتقلت من وصفتهم ب "الخارجين عن القانون" وسط ارتفاع عدد القتلى القضاة والصحافيون ينضمون إلى المطالبة بإسقاط مبارك ونظامه وذكرت وكالتا الصحافة الفرنسية ورويترز أن حشودا غفيرة تجمعوا في ميدان التحرير وسط القاهرة مطالبين بإصلاحات سياسية واقتصادية شاملة. وتمركزت دبابات الجيش منذ الصباح على مداخل الجسور الرئيسية كما أقامت قوات الجيش حواجز وحلقت مروحيات في سماء القاهرة، مشيرا إلى أن أطباء أقاموا مستشفى ميدانيا في منطقة قريبة من ميدان التحرير ذكروا أن 17 جثة وصلت إلى مشفاهم. بدورهم دعا مثقفون مصريون في بيان القوات المسلحة المصرية إلى مساندة ثورة الشعب وتمكين الإرادة الشعبية من الوصول بمطلب التغيير الدستوري الشامل إلى بر الأمان من أجل مستقبل مصر. وقال البيان الذي أوردته وكالة الصحافة الفرنسية أمس إن "شرعية النظام سقطت بهذا الرفض الشعبي الجارف وكلنا أمل في أن تحرس قواتنا المسلحة ثورة الشعب لا أن تساهم في تثبيت أركان هذا النظام". من ناحيته قال التلفزيون المصري إن القوات المسلحة المصرية ألقت القبض على مئتي شخص ممن وصفهم بمثيري الشغب في الإسكندرية وعلى 57 شخصا آخرين في الاسماعيلية. وذكرت تقارير إخبارية أن حصيلة القتلى ارتفعت إلى 150 في عدة مناطق بمصر في اليوم الخامس من المظاهرات. وانضم أزهريون إلى القضاة المصريين الذين يتواجدون مع عشرات آلاف المتظاهرين الغاضبين في ميدان التحرير وسط القاهرة، في الوقت الذي طالب فيه عدد من صحافيي جريدة "الأهرام" الرئيس المصري حسني مبارك بالتنحي. وكان من بين المحتجين عبد الحكيم جمال عبد الناصر، الذي أكد أنهم يريدون حكما وطنيا تشارك فيه جميع القوى الوطنية ودعا الى تغيير الدستور، وقال في حديث مع تلفزيون الجزيرة، أنه يجب أن يكون رئيس الجمهورية حاضرا لخدمة الشعب، وأن يتنحى بعد انتهاء فترة حكمه. وقال "نريد رئيسا جديدا ودما جديدا يخلصنا من هذه المحنة التي نواجهها" وشدد على ضرورة تغيير مجلس الشعب ومجلس الشورى وأعلن تأييده لتنحية حسني مبارك. وتجمع قرابة عشرة آلاف متظاهر بعد ظهر الاحد في ميدان التحرير ورددوا شعارات معارضة للنائب الجديد لرئيس الجمهورية اللواء عمر سليمان، بينها "لا مبارك ولا سليمان.. يسقط يسقط الطغيان".