توقفت حركة سير قطارات الضواحي والخطوط الطويلة صباح أمس فجأة ودون سابق إنذار، ما جعل المسافرين في حيرة من أمرهم، بسبب هذا الشلل الذي عطل مصالحهم، وتشير المعلومات التي تحصلت عليها “الفجر” إلى أن السائقين الميكانيكيين توقفوا عن العمل تضامنا مع زميل لهم تم فصله نهائيا عن العمل، بسبب حادث سير في شهر فيفري عام 2009 تسبب في تصادم قطارين بمنطقة عين النعجة وهم يواصلون احتجاجهم هذا، فيما عملت الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية على ضمان الحد الأدنى من الخدمات. منذ الساعات الأولى لصباح أمس عرفت حركة سير القطارات للضواحي الجهة الغربية “الجزائر- العفرون”، والجهة الشرقية “الجزائر- الثنية” وكذا قطارات المسافات الطويلة توقفا هي الأخرى، ما خلق نوعا من الارتباك والتوتر لدى المسافرين وزبائن الشركة على مستوى المحطات على طول الجهتين الشرقيةوالغربية. كما حالت هذه الوضعية دون التحاق المئات إلى مقرات عملهم بالنسبة للموظفين والعمال، والجامعات والمعاهد بالنسبة للطلبة والطالبات، الأمر الذي جعل محطات القطارات تبدو وكأنها طوابير للانتظار. وعن أسباب الاحتجاج أكد المكلف بالإعلام والاتصال على مستوى الفيدرالية الوطنية لعمال السكك الحديدية، في تصريح ل“الفجر” أن الأمر يتعلق بحركة احتجاجية دخل فيها العمال دون سابق إنذار وتفادى الخوض في التفاصيل. نفس الشيء حمله جواب المكلف بالتنظيم على مستوى الفيدرالية الوطنية لعمال السكك الحديدية، عفاطي نورالدين، الذي قال في تصريح ل “الفجر” أمس أن توقف حركة سير القطارات للضواحي فقط، جاءت بسبب الاحتجاج الذي دخل فيها سائقو القطارات تضامنا مع زميل لهم، تم توقيفه عن العمل مؤخرا، مضيفا أن اجتماعات تجري في الوقت الحالي حاليا بين العديد من الأطراف المعنية بهذه القضية، من أجل تهدئة الأوضاع. وفي رده على سؤال حول هذا التوقف المفاجئ لحركة سير القطارات كشف مدير الموارد البشرية، دخلي محمد، أن الأمر يتعلق بحركة احتجاجية شرع فيها السائقون الميكانيكيون للقطارات تضامنا واحتجاجا على قرار أصدرته الإدارة يقضي بفصل زميل لهم من العمل بصفة نهائية، وشملت الحركة الاحتجاجية سائقو قطارات الضواحي، الخطوط الطويلة، وحتى قطارات نقل البضائع، ونحن نسعى حاليا من خلال الحوار الذي شرعنا بضرورة العودة إلى العمل، واستدراك هذا التأخر الذي خلق شللا في حركة سير القطارات وتفادي الخسائر الناجمة عن هذا التوقف المفاجئ. وعما إذا كان السائقون الميكانيكيون الذي دخلوا في حركة احتجاجية ستسلط عليهم عقوبات بسبب هذا التوقف المفاجئ ودون الإشعار به، أعلن ذات المسؤول أن هذا الأمر ستتم دراسته لاحقا، مؤكدا أنه في الوقت الراهن نقوم بإعادة المياه إلى مجاريها. في ذات السياق عمدت الشركة وقصد ضمان الخدمة العمومية للمواطنين، إلى توفير الحد الأدنى من الرحلات للمسافرين، وتسنى ذلك للعديد من المسافرين معرفة ذلك لدى تقربهم من شباك التذاكر بالمحطات. للإشارة فإن الحادث تمثل في اصطدام قطارين واحد قادم من وهران والآخر متجه نحو العفرون في 14 فيفري من عام 2009 في حدود الساعة السابعة والنصف مساء، بمنطقة “وادي الكرمة” وأدى إلى جرح 19 شخص، وخسائر مادية معتبرة، بعد خروج عربتين لنقل المسافرين وعربة أخرى لنقل الطرود عن السكة، مما أدى إلى إتلافهما تماما.