تغيرت وجهة المواطنين وأغلبهم من العمال مؤخرا من مطاعم الأكل السريع إلى المطاعم الشعبية التي بحثا عن الأكلات التقليدية الساخنة، على اعتبار أنهم يجدون فيها أطباقا ساخنة تتلاءم مع حالة الطقس البارد هذه الأيام، كما أنها تقدم أطباق تقليدية على غرار الدوارة طاجين الزيتون، الشطيطحة والبوزلوف، والدولمة وأنواع المشاوي، التي تذكرهم بجو العائلة لا تخو المطاعم الشعبية من الزبائن الذين يبحثون عن أكلات ساخنة ويتضاعف عددهم في فصل الشتاء أين تصبح الوجبات الخفيفة و السندويتشات لا تسد الجوع ولايستلذها الأغلبية، فكانت المطاعم الشعبية في الماضي القريب قبلة لفئة العزاب والزوافرة والعمال الذين اضطرتهم حالتهم الاجتماعية إلى الأكل في مثل هذه الأماكن بشكل دائم، حيث أنهم لا يجدون بديلا آخر، بحكم بعدهم عن منازلهم، وكذا نظرا لرخص الوجبات التي تقدمها مقارنة بفئات المطاعم الأخرى، حيث لا يتعدى سعر الطبق الواحد 80دينار، كما أن بعض العمال وخاصة من يعملون في ورشات البناء يقصدون هذه المطاعم لأخذ وجبة غذاءهم معهم وتناولها جماعة في مكان عملهم. لكن في الوقت الحالي لم يعد التوجه إلى المطاعم الشعبية حكرا على الرجال والطلبة بل تعداه إلى النساء العاملات اللواتي صرن يفضلن قصد هذه المطاعم لتناول أطباق ساخنة على غرار حساء اللوبيا والعدس، واجتناب الأكل السريع الذي يعتبرنه غير صحي، والشيء الذي لاحظناه مؤخرا هو أن ربات البيوت لم يعدن يطبخن في المنزل ويقمن بشراء الأكل جاهزا من المطاعم، أما العاملات فيتوجهن هناك للتذوق الأطباق الشعبية التي في أحيان كثيرة لا يتناولنها ولا يطبخنها إلا نادرا بفعل ضيق الوقت. في هذا الإطار تقول السيدة سعاد أنها اختارت التوجه لمطعم شعبي قريب من مكان عملها، وذلك بمرافقة زميلة لها في العمل، توضح قائلة “لقد مللنا من الأكل السريع ولهذا السبب قصدنا هذا المطعم الذي يخصص جناحا للنساء ونحن نرتاد هذا المكان منذ مدة لتناول الأطباق التقليدية مثل الدوارة والرشتة، لأني نادرا ما أقوم بإعدادها في المنزل كونها تأخذ الكثير من الوقت”. من جهة ثانية أخبرتنا الطالبة لامية أنها تحب أكل البيتزا كثيرا مع إضافة الكثير من “الهريسة “و”المايوناز” ومرفقة بالمشروبات الغازية ولا يمر يوم عليها دون أن تدخل أحد المطاعم السريعة، لكن وبعد أن أصيبت بوعكة صحية نصحها الطبيب المعالج بتجنب الأكل السريع الغني بالسعرات الحرارية، تقول ومن أجل ذلك فقد صرت أقلل من الأكل السريع شيئا فشيئا، لكن لا خيار أمامي فأنا مضطرة لتناول وجبة الغذاء خارج المنزل ولكني أحاول قدر المستطاع التقليل منه، والتوجه إلى المطاعم وتناول أطباق ساخنة لاعتقادي أنها أقل ضررا من قطع البيتزا أو السندويتشات التي لاتخلو من البطاطا المقلية. أما مراد البالغ من العمر 36والذي يعمل في احد الشكات الخاصة فقد أخبرنا أنه مضطر للأكل في المطاعم الشعبية صباحا ومساء لأنه أعزب ويسكن لوحده،وقال في معرض حديثه أن اكل هذه المطاعم يشبه أكل البيت الا أنه لا يعوض جو العائلة، مشيرا إلى أنه يبقى أفضل من الأكل السريع.