بدأت الأكلات التقليدية الشتوية تزاحم محلات بيع الأكل السريع وتفرض نفسها بقوة كاسبة زبائن جدد كل يوم سواء من الطلبة أو المواطنين العاديين. ولم يعد الازدحام مقتصرا على محلات الأكل السريع بل تعداه إلى محلات صنعت لنفسها عشاقا جددا على غرار محلات الدوبارة والحمص وغيرها. تعتبر الدوبارة من بين الأكلات التقليدية التي اقتحمت وزاحمت بشدة محلات الأكل السريع بالعاصمة. وعن الدوبارة يقول سليم أحد الدوبارجية القادمين من ولاية بسكرة إلى العاصمة خصيصا لتقديم هذه الأكلة التقليدية إنها الأكلة التي لا يمكن الاستغناء عنها في فصل الشتاء بالنسبة لكثير من سكان بسكرة والمناطق المجاورة لها ولا يجب أن تخلو المائدة منها فهي سيدة المائدة. ويقدر ثمن طبق الدوبارة، حسب سليم، ب 80 دج، وهي عبارة عن أكلة متكونة من (الحمص أو الفول + الفلفل الأحمر والأخضر الحار - الطماطم زيت الزيتون- الكمون - الحار)، إضافة إلى سر الصنعة الذي لا يعرفه إلا أهالي المنطقة المختصين في تحضير الدوبارة وهي أكلة لها مذاق حار جدا. وتعرف محلات بيعها في الأحياء الشعبية للعاصمة إقبالا كبيرا من طرف المواطنين ويقول سليم إن أكثر زبائنه هم من الطلبة القادمين من منطقة الجنوب الجزائري والذين يظهر إقبالهم على مطاعم الدوبارة اشتياقهم الكبير لهذه الأكلة الشتوية بامتياز، وهذا ما لاحظناه خلا تواجدنا بالمحل الذي يشتغل به سليم بباب الواد والذي يعرفه كل من هو مدمن على الدوبارة، حيث يتم تحضيرها في الصباح الباكر وفي حدود الساعة الحادية عشرة يبدأ الزبائن بالإقبال لشرائها، فمنهم من يفضل دوبارة الفول على الحمص أو مزيج من الفول والحمص، وبعد الثانية زوالا يتضاعف عدد الزبائن الذين يتوافدون على محلات الدوبارة. أحد زبائن هذا المحل والمدمنين على الدوبارة عثمان طالب من ولاية الوادي أخبرنا بأنه لا يمكن الاستغناء عن الدوبارة وخاصة الفول مهما كلفه ذلك من مشاق، ولا يمكن أن تخلو المائدة منها ''فأنا أفطر بها أولا ثم أتناول الأطباق الأخرى ففي كل يوم أقصد محل سليم قادما من بوزريعة حيث أدرسس. أكلات قسنطينية في العاصمة اقتصرت أكلة الحمص دوبل زيت في السنوات الفارطة على ولايات الشرق الجزائري، إلا أن بعض التجار استغلوا شهرتها المحلية وحاولوا إيصالها إلى مناطق مختلفة من الوطن وفي مقدمتها الجزائر العاصمة، لينقلوا رواج هذه الأكلة إلى مناطق أخرى لكنها حافظت على خصوصيتها كما حافظت على ديكورها التقليدي القديم وهي منظمة بشكل خاص. وعند ولوجك المحل بصعوبة لضيق المكان تجد مجموعة من الكراسي مرتبة باتجاه جدران على شكل حجرة حتى لا يهتم الزبون بأي شخص آخر سوى صحن حمصه الذي يوضع فوق رفوف خشبية في العادة تضم أقداحا معدنية أو بلاستيكية للماء. وعن طريقة تقديم الحمص داخل المحل، فهي نفسها بأغلب المحلات، حيث تقدم الوجبة في مدخل المحل ليحمل الزبون صحنه ويتوجه إلى مكانه حاملا معه نصف قطعة خبز، وفي حال أراد المزيد من الخبز ما عليه إلا مناداة الخادم. الأكلات التقليدية أكثر نفعا من الأكل السريع أكد كريم مسوس أخصائي التغذية أن الدوبارة أو القرنطيطة وأكلة دوبل زيت تعد وجبة كاملة، فإضافة إلى غناها بالمواد النشوية والبروتينات النباتية، فهي تحتوي على مواد دسمة تتمثل في زيت الزيتون الذي يساعد في عملية الهضم وطرد الغازات ولمن لا يفضل الدسم كثيرا يفضل إضافة شريحة من الليمون أو القليل من مادة الخل، دون التفريط في الخلطة المعروفة باسم الحشيش، وهي خلطة مكونة من البصل المفروم والمقطعة قطعا صغيرة. ونوه الأخصائي إلى مميزات هذه الأطباق التي تزيد من حرارة الجسم وتمنحه الطاقة اللازمة للقيام بنشاطاته المختلفة.