أكد زعيم "حزب الغد" المصري المعارض، الدكتور أيمن نور في حوار مع "الفجر"، أن مبارك انتهى وأنه لا يستمد قوته في البقاء في الحكم إلا من عناده الشخصي، مشيرا إلى أنه لو كان الرئيس يحب مصر لغادر الحكم حقنا للدماء. وأعلن أيمن نور ترشحه للرئاسيات في المرحلة المقبلة كما نصح السلطات الإيرانية في حديثه ل "الفجر" بالاهتمام بالحرية في إيران وترك الشأن المصري للمصريين. وعن الموقف الأمريكي اعتبر أيمن نور أن دعم واشنطن لمبارك في بداية الاحتجاجات غباء أمريكي أنصح النظام الإيراني بالاهتمام بشؤونه وترك الشأن المصري للمصريين دعم واشنطن لمبارك في بداية الاحتجاجات غباء أمريكي ماهي حقيقة الموقف الأمريكي تجاه الانتفاضة المصرية ؟ الولاياتالمتحدةالأمريكية دعمت الحاكم المستبد في مصر منذ 30 سنة، وهي تسعى لتفادي الآثار السلبية بسبب دعمها لهذا الحاكم المستبد وهذا موقف متأخر ولا اعتقد مدى جدواه. فأمريكا هي التي صنعت النظام المصري والعديد من الأنظمة المستبدة في العالم، ظنا منها أن دعمها هذا يحقق مصالحها، لكن هذا على عكس من ذلك أضر بها، وهي تسعى اليوم للتكفير عن جريمتها. فالموقف الأمريكي بدأ مرتبكا في بداية الأحداث في مصر، ثم بدأ يتوازن ليتجه الآن إلى محاولة تصحيح نفسه حتى لا يفقد ما يسعى إليه من مصالح في المنطقة. ألا تعتقدون أن هناك تأييدا سريا للنظام وعلنيا يبدي انتقادات لمبارك؟ لا أعتقد ذلك ، مبارك الآن انتهى ولم يعد قابلا للتأييد لا من طرف الولاياتالمتحدةالأمريكية ولا من قبل الشعب، والشعب المصري قال كلمته، وهي إنه يريد تغيير النظام كله وإسقاط مبارك من الرئاسة المصرية، أما عن دعم واشنطن له في البداية فإن ذلك كان قدر من العبث والغباء الأمريكي. لكن، رغم المظاهرات المليونية والاعتصامات المطالبة برحيل مبارك ورغم الضغوطات الدولية بضرورة الانتقال الفوري للسلطة في مصر، إلا أن مبارك لم يستجب لحد الآن ولازال متشبثا بالحكم، من أين يستمد مبارك قوته في البقاء في رئاسة مصر؟ مبارك لا يستمد قوته في البقاء على كرسي الحكم، إلا من عناده الشخصي، وهو الآن يلعب الورقة الأخيرة في الربع ساعة الأخير، وإنما ربما استعصى عليه ترك كرسي الرئاسة الذي شغله 30 سنة لغيره ومبارك بموقفه العنيد هذا لا يفكر في ثمن هذا العناد، الذي يدفعه الشعب وحده، ومبارك لو كان يحب الوطن لفهم رسالة المواطنين المصريين وبادر إلى المغادرة الحكم حقنا لدماء المصريين. ماهو تعليقكم على تصريحات مرشد الجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي، الذي اعتبر أن ما يحدث في مصر ومن قبل تونس هو "صحوة إسلامية على غرار الثورة الإيرانية" ودعوته إلى إقامة نظام إسلامي على غرار إيران ، ألا تشوش مثل هذه التصريحات على الثورة المصرية؟ أعتقد شخصيا أن النظام الإيراني لو يحسن صنعا أن يقدم الحرية لشعبه أولا ويرفع يده عن القيود المفروضة على الشعب الإيراني ومن الأحسن أن يتوقف عن توجيه أي رسائل للشعب المصري خاصة في هذه المرحلة، ونحن نقدر ثورة الشعب الإيراني ونحترمها كما نقدر أحداث الاحتجاجات الأخيرة في إيران على تزوير الانتخابات، ونحن نطالب السلطات الإيرانية بالاهتمام بالشأن الإيراني وترك الشؤون المصرية للمصريين. ماهو تصوركم للمرحلة المقبلة في مصر؟ المرحلة المقبلة ستكون مرحلة نظام جديد، شكلا ومضمونا، سواء بدأت هذه المرحلة بفترة انتقالية أم لا، فإن الأكيد أن المرحلة المقبلة هي زمن جديد لمصر، زمن يشهد استرداد الشعب المصري لحقوقه التي صودرت منذ 30 سنة. بالنسبة لحزبكم، حزب الغد ما مكانه من الثورة المصرية؟ حزب الغد قطع مسافات طويلة وشاقة مع النظام السابق من أجل الوصول إلى هذا اليوم وهو شريك في نضال طويل توج بهذه الثورة اليوم. يعني دكتور أيمن، نستطيع القول إنكم ستترشحون للرئاسة في مصر؟ نعم، ترشحنا لرئاسة مصر أمر مطروح وهو قرار يتخذه حزب الغد والشعب أيدنا في انتخابات 2005 ونحن في الاول والأخير نراعي رغبات الشعب المصري. أيمن نور في سطور من مواليد 5 ديسمبر 1964 معارض ليبرالي مصري ومرشح سابق لانتخابات الرئاسة في مصر، رئيس حزب الغد وعضو سابق في حزب الوفد. بصفته رئيس حزب الغد الليبرالي، خاض أيمن نور الانتخابات الرئاسية عام 2005، وهي أول انتخابات تجرى بواسطة الاقتراع المباشر وجاء في المركز الثاني في النتائج النهائية للانتخابات. اتهم بتزوير توكيلات تأسيس حزب الغد له حيث تم حبسه، ونادى كثير من الناشطين السياسيين والحقوقيين بالإفراج عنه. وقد حُكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات في محاكمات وصفها البعض بالسريعة والمثيرة للجدل، وبذلك يكون فقد حقه في الترشح للانتخابات الرئاسية التي تجرى في عام 2011. وقد تم الإفراج عنه في يوم 18 فبراير 2009 صباحا وذلك لأسباب صحية لما يعانيه من مرض السكري والضغط الدموي. يقول الكثير من المراقبين إن قضية التزوير ملفقة لأغراض سياسية، كما حدث مع سعد الدين إبراهيم، لكن النظام الحاكم والحكومة المصرية تصران على كونها غير سياسية.