ديون مصر حوالي 80 مليار دولار.. وثروة آل مبارك حوالي 70 مليار دولار.. وجمال عبد الناصر عندما توفي ترك ديون مصر حوالي 13 مليار دولار.. رغم أنه خاض ثلاث حروب! وبنى السد العالي وبنى مصانع الحديد بالإسكندرية ومصانع حلوان! مبارك رفع شعار الخصخصة للقطاع العام الذي بناه ناصر.. ولكنه قام بخصخصة الدولة كلها! فأصبحت مصر ملكا خاصا لعائلة مبارك ورجال الأعمال المتحالفين معها! ولهذا وصلت ديون مصر إلى 80 مليار دولار دون حروب ودون إنجازات عامة مثل السد العالي ومصانع حلوان! أحمد عز زعيم الحزب الحاكم الذي زور الانتخابات الأخيرة هو الذي أخذ مصانع الحديد في الإسكندرية باسم الخصخصة.. وهي مصانع بحجم الحجار عندنا أربع مرات! صار هذا المركب ملكا لمبارك وعائلته عبر عز! هذا العز الذي أصبحت عليه عائلة مبارك هو الآن تحت الإقامة الجبرية في انتظار فتح ملفه! عندما مات ناصر ترك في حسابه الخاص أقل من ألف جنيه.. وعندما مات بومدين ترك هو الآخر في حسابه أقل من 3 آلاف دينار جزائري.. وعندما مات بورقيبة في تونس لم يترك في حسابه المالي ما يذكر.. هل كان هؤلاء العظماء عظماء لأنهم عافوا "وسخ الدنيا" أم لأن أنظمتهم كانت منحازة إلى جانب الفقراء..؟! هل كان مبارك فعلا منحازا إلى الفقراء كما قال في خطاب الانهيار يوم الجمعة الدامي؟! وهو الذي جعل من عز يخصخص الدولة ويخصخص الحزب والبرلمان والسياسة وحتى الجيش المصري.. ويخصخص الحكومة؟! نعم بومدين وبورقيبة وناصر كانوا يحكمون بلدانهم بعائلات سياسية تسمى في الجزائر "مجموعة وجدة"، وتسمى في تونس "جماعة الساحل"، وتسمى في مصر "جماعة الضباط الأحرار".. لكن من جاءوا بعد هؤلاء أصبحوا يحكمون بلدانهم بعائلات مالية وليست سياسية.. تسمى في تونس بعائلات "الطرابلسي" وفي مصر بعائلات "عصابات عز".. وعندنا أنتم تعرفونها.. ولا أذكرها بسبب الجبن! لأنني أخاف على حقي من الزيت والسكر والحبوب الجافة! أما حقي في الحرية وممارسة السياسة والإعلام فهي أمور من الكماليات التي لايمكن أن يطمع فيها أي جزائري في المنظور القريب على الأقل! تلك هي مشكلتنا الآن!