ابتدأها بعد الثناء على الله تعالى بقوله: أيّها الناس اسمعوا مني أبيّن لكم، فإني لا أدري لعلّي لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا. ثم قال: أيّها الناس إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى الذي ائتمنه عليها. ثم قال: أيّها الناس إن لنسائكم عليكم حقاًّ ولكم عليهن حقاًّ، لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم غيركم، ولا يُدخلن أحدا تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم، ولا يأتين بفاحشة. أيّها الناس إنّما المؤمنون إخوة، ولا يحل لامرئ مال أخيه إلا عن طيب نفس منه، فلا ترجعُنَّ بعدى كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، فإنّي قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله. ألا هل بلّغت، اللّهم اشهد. ثم قال: أيّها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد. كلكم لآدم وآدم من تراب. أكرمكم عند الله أتقاكم. ليس لعربي فضل على عجمي إلا بالتقوى. ألا هل بلّغت، اللهّم اشهد، فليبلغ الشاهد منكم الغائب).