أكد مدير الثقافة لولاية تلمسان، ميلود حكيم، في هذه الدردشة القصيرة التي جمعتنا به على هامش الافتتاح الوطني لتظاهرة “تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية 2011”، على حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه وعاتق مديرية الثقافة للولاية في إنجاح هذه التظاهرة التي يرى بأنها ستكون بوابة الجزائر في تصدير ثقافتها الإسلامية والتاريخية للآخرين بالإضافة إلى أهم النقاط التي تمر بها مرحلة التحضير للعرس الذي سيفتتح رسميا في 15 من أفريل القادم.. لاحظنا أن مرحلة التحضير لاحتضان تظاهرة “تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية 2011”، لا تزال لم تتجاوز بعد نسبة 70 بالمئة في أغلب الهياكل القاعدية للولاية، هل نعتبر هذا تقصيرا منكم لإنجاح الحدث الذي نشهد افتتاحه الوطني اليوم (الحوار أجريت أول أمس)؟ لا مطلقا.. فنحن لم نتأخر في تسليم المشاريع التي ستحتضن مختلف تظاهرات العرس الثقافي الذي ستحتضنه تلمسان، لأننا وفي البداية لم نكن على علم بتاريخ الافتتاح الوطني للحدث، لذلك فقد وضعنا في رزنامتنا تاريخ ال15 من شهر أفريل القادم، كتاريخ لانطلاق الحدث، وعلى هذا الأساس بدأنا في التحضيرات الخاصة بهذا العرس. بالإضافة إلى أن المشرفين على الترميمات الخاصة بمختلف الهياكل الثقافية والمواقع الأثرية والمتاحف والمسارح التي وضعت في خانة الترميم فقط، وجد المشرفون على ترميمها أنها غير قابلة للترميم، وأن أجزاء كثيرة منها تالفة وجب إعادة بنائها، وهو ما أخر تسليم بعض تلك المشاريع إلى الآن، ومع هذا أنا أؤكد أن هناك مشاريع قد أنجزت بنسبة 100 بالمئة، وهي تنتظر الافتتاح الرسمي من قبل وزيرة الثقافة لا غير، فيما تبقى بعض المشاريع الأخرى التي ستسلم قبل الافتتاح الرسمي، وأخرى ستقدم في السداسي الثاني من السنة التي ستكون فيها تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية. أثناء جولة قادتنا إلى مختلف الهياكل الموجودة بالولاية، لاحظنا أن تلمسان لا زالت غير مستعدة بعد لاحتضان حدث بهذا الحجم، أنت كطرف فاعل في الحقل الثقافي، وتشرف عليه وحريص على إنجاحه، كيف ترى تحضيرات المدينة لاحتضان تظاهرة كهذه؟ أؤكد لك فقط أن تلمسان ستكون بحلول تاريخ افتتاح التظاهرة، مدينة جديدة، إذ سيتم تسليم فندق ذي خمس نجوم، وهو الفندق الذي سيضم ضيوف المهرجان، بالإضافة إلى أن هذا الحدث ليس حكرا على تلمسان فقط، لذلك ستشارك مختلف المدن المجاورة لتلمسان في إنجاح التظاهرة، حيث سيتم إيواء عديد المشاركين في التظاهرة، بالإضافة إلى تنظيم تظاهرات ثقافية وندوات علمية في تلك المدن، لذلك فلن يكون العبء على تلمسان لوحدها. ولا يسعني إلا أن أقول إن تلمسان ستولد من جديد فالمشاريع التي ستكون فيها هذه السنة كثيرة جداً، تضم مسارح، معاهد موسيقية، مكتبات عمومية، مرافق ترفيهية، قاعات سينما وغيرها من المرافق التي سنحرص من خلالها على راحة الوفود التي ستحج إلى الجزائروتلمسان بالتحديد للمشاركة في هذه المناسبة الدينية والتاريخية والثقافية الهامة بالنسبة لنا. هناك حديث كثير حول الترميمات التي قمتم بها على مختلف المواقع الأثرية والتي وقفنا على بعضها في مدينة منصورة، حيث لاحظنا أن تلك المواقع الأثرية أصبحت مشوهة كليا، فهل هذا راجع لعدم جدية المؤسسات التي كلفتموها بالقيام بعمليات الترميم؟ حقيقة عمليات الترميم لا زالت لم تنتهي بعد، وقد وصلت نسبة الأشغال بها إلى حوالي 75 بالمئة، لذلك لا يمكننا التدخل لمعرفة إن كانت عمليات الترميم صحيحة أو لا، واتخاذ الإجراءات اللازمة اتجاه أي خطأ يحدث في هذا الخصوص. لكني أود أن أنوه إلى أن المشرفين على الترميم هم من خيرة أبناء الجزائر الناشطين في هذا المجال، كما أن عمليات الترميم بالولاية واعتمادنا عليهم لم يكن وليد اللحظة فقط، فالولاية ومنذ سنوات طويلة تقوم بترميم المواقع الأثرية الكثيرة الموجودة بها، والتي تقارب 200 موقع، ما يعني أننا أمام أشخاص سبق لنا وأن وضعنا فيهم ثقتنا الكاملة في الحفاظ على التاريخ العريق لهذه المدينة الأثرية الهامة.