دقّت ساعة انطلاق تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية" التي ارتدت من أجلها عاصمة الزيانيين، مدينة تلمسان، "فستان العروس" وتزيّنت لضيوفها لتكون في أبهى حلّة انطلاقا من إحياء ذكرى مولد النبيّ المصطفى محمد صلّى اللّه عليه وسلّم غدا الثلاثاء، والذي سيكون مناسبة لإطلاق الطبعة الوطنية للتظاهرة، في انتظار إطلاق الطبعة الدولية الرّسمية للتظاهرة يوم 16 أفريل القادم، وهي تظاهرة ستصبح الجزائر بفضلها عروسا للأمّة الإسلامية وتلمسان عاصمة لها· ستكون تلمسان انطلاقا من 15 فيفري 2011 عروسا للجزائر والأمّة الإسلامية جمعاء، حين تنطلق تظاهرتها المنتظرة· تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية" التي يُنتظر أن تشهد مشاركة 27 ولاية، إضافة إلى ولاية تلمسان التي تحتضن التظاهرة، وكذا 41 دولة، 29 منها عضو في منظمة الإيسيسكو الإسلامية و12 المتبقّية بلدان لا تعتمد الإسلام دينا لها· وستشهد تلمسان هذه السنة احتفالا استثنائيا بالمولد النبوي الشريف، وسيقام مساء اليوم الاثنين احتفال خاصّ بمولد المصطفى محمد صلّى اللّه عليه وسلّم بالزاوية الهبرية، على أن يتمّ يوم غدا الثلاثاء القيام بزيارة لضريح سيدي بومدين· ** برنامج "ثري" و"موسّع" برنامج "ثري" و"موسّع" تمّ إعداده لهذه المناسبة·· هكذا وصفت وزيرة الثقافة السيّدة خليدة تومي ما تمّ تسطيره من مواعيد ثقافية وفنّية بمناسبة عرس "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية" الذي سينطلق غدا، علما أن وزيرة الثقافة ستشرف على الافتتاح "الطبعة الوطنية" لعرس تلمسان، على أن يعطي رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إشارة الانطلاق الرّسمي للتظاهرة الكبيرة ذات الطابع الدولي· تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011" يُنتظر أن تكون عرسا جزائريا كبيرا، ذا أبعاد عالمية تؤكّد البُعد الإسلامي للشعب الجزائري من جهة، وتعكس تعافي الجزائر تماما من أزمتها متعددة الجوانب من جهة ثانية وتسمح بتوفير فرصة لتلاقي عشرات البلدان الإسلامية من مختلف قارّات العالم، في فضاء رحب ضمن ما تتيحه "عاصمة الزيانيين" من فضاءات رحبة للتواصل الثقافي الإسلامي يأتي بعد سنوات قليلة من التواصل الثقافي الإفريقي الذي صنعته تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة الإفريقية"· ** الانطلاقة الرسمية يوم 16 أفريل قالت وزيرة الثقافة السيّدة خليدة تومي إن انطلاقة عرس تلمسان الرّسمية ستكون يوم 16 أفريل القادم بمناسبة يوم العلم، على أن يتمّ الشروع في تقديم بعض النشاطات التي تندرج في إطار هذه التظاهرة منذ إحياء المولد النبوي الشريف في شهر فيفري، حيث ستكون كلّ الفعاليات الثقافية والفكرية الوطنية الممثّلة لكلّ ولايات الوطن مدعّوة بتلمسان للمشاركة في الافتتاح الوطني الذي ستميزه احتفالات خاصّة بإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف بتنظيم طقوس وعادات وطنية محضة· هذه المرحلة ستتواصل بتنظيم أنشطة ثقافية ومعارض وملتقيات فكرية وطنية متنوعة وستعطي الفرصة لأبناء الوطن من المشاركة في فعاليات هذه التظاهرة الكبيرة· تومي قالت أيضا إن هذه التظاهرة ستعرف تنظيم العديد من البرامج الثقافية التي تهدف إلى التعريف بالثقافة الإسلامية وتكرس امتداد هذه الثقافة في العالم الإسلامي· وسيتمّ أيضا إقامة ندوات فكرية ومعارض وإنتاج حوالي 50 فيلما روائيا وثائقيا في إطار هذه التظاهرة التي ستحتضنها مدينة تلمسان طيلة السنة المقبلة"· أمّا المرحلة الثانية التي سيعطي إشارة انطلاقها رئيس الجمهورية - تقول السيّدة تومي - فستتّخذ طابعا دوليا باعتبار أن كلّ وفود الدول الشقيقة والصديقة تكون حاضرة في هذا الافتتاح الرّسمي· وذكرت وزيرة الثقافة في هذا الصدد أنه فضلا عن الدول الإسلامية المعنية بالتظاهرة فإن حوالي 10 دول عظمى أبدت رغبتها في المشاركة في التظاهرة مثل الصين والولايات المتحدة وروسيا وإسبانيا· من جهة أخرى، أعربت السيّدة تومي عن ارتياحها للتحضيرات التي تجري حاليا على قدم وساق على مستوى كلّ المنشآت الثقافية والمعالم التاريخية الإسلامية لتكون في الموعد، مشيرة إلى ما لمسته خلال هذه الزيارة "من عمل دؤوب ومتواصل من طرف مختلف مكاتب الدراسات ومؤسسات الإنجاز الوطنية والمحلّية· كما قدمت وزيرة الثقافة خلال إحدى زياراتها المتكرّرة إلى تلمسان للوقوف على التحضيرات، الشارة الرّسمية التي ستكون رمز التظاهرة، مؤكّدة أن الفنّان الجزائري "مراد بوتلة " هو الذي اقتبس هذا الرّمز من بوّابة منارة منصورة العتيقة· وفنّدت السيّدة تومي أمام الصحافة "ادّعاءات بعض وسائل الإعلام التي ذكرت بأن الرّمز قد سرق من القرويين"·