تصاعدت، هذه الأيام، حمّى الاحتجاجات بالوادي لتصل إلى بلدية عاصمة الولاية، التي أصدر رؤساء أحيائها الجنوبية بيانات تندد بما أسموه التمييز و”الحڤرة “ الفاضحة في تقسيم المشاريع التنموية، متهمين أطرافا لم يسموها بالسعي لتوجيه جميع المشاريع نحو الجهة الشمالية لحرمان أحيائهم الجنوبية منها. وتساءلوا عن سرّ اختفاء مشاريع ضخمة كانت مبرمجة بأحيائهم، وسط صمت السلطات المحلية التي لم تحرك، حسبهم، ساكنا لمتابعة هذه الملفات. نقل سكان أحياء الجهة الجنوبية في رسالة عاجلة موجّهة إلى والي الوادي، استلمت “الفجر “ نسخة منها، عددا من النقائص التي يتخبطون فيها، على غرار اختفاء بعض المشاريع التنموية الهامة كمشروع 50 مسكنا والمركب الجواري الذي لم ينجز إلى اليوم، رغم وجود محضر اختيار أرض تحت رقم 09/075، صادر من مصلحة الهندسة والعمران ببلدية الوادي، بتاريخ 13/12/2009، وكذا اختفاء 5 كلم من الطرق الفرعية بحي باب الوادي. وأضافوا أن أحياءهم لم تستفد، منذ سنين، من مرافق هامة، وحتى التي كان مقررا أن تنجز بهذه الجهة حوّلتها بعض الأطراف النافذة بتواطؤ من منتخبيها إلى أحياء الجهة الشمالية بحجج واهية، حسبهم، منها تحويل القطب الجامعي من حي الشهداء إلى حي الشط، رغم أن الأرض التي بني عليها ملك للدولة، وكذا تحويل دار الولادة التي كانت مبرمجة بحي الشهداء غربي المركز الجامعي إلى وسط مدينة الوادي، والتي تبعد ب400 متر عن دار الولادة الأولى، وأيضا مشروع إنجاز 500 مسكن الذي كان مبرمجا في حي سيدي مستور حوّل إلى حي 8 ماي. السلطات الولائية، وخوفا من انفلات الوضع، سارعت لاحتوائه من خلال عقد لقاء عاجل جمع الأمين العام للولاية بممثلي أحياء الجهة الجنوبية، حضره عدد من المديرين التنفيذيين ورئيس البلدية الذي كلف بكتابة جميع الانشغالات وتشكيل لجنة لمتابعة مطالب السكان وحلّها في القريب العاجل. وخلال اللقاء عبر ممثلو أحياء الجهة الجنوبية للسلطات الولائية عن حاجة أحيائهم لعدة مرافق تنموية، منذ سنين، منها المطالبة بإتمام توصيل غاز المدينة إلى حي باب الوادي، والمطالبة بحافلات تعمل على خطوط الجهة الجنوبية، وكذا برمجة مركز بريدي كامل بحي الصحن، ومركز أمن حضري و”ماتيكو” بحي الصحن الغربي وآخر في الشرقي، مع الإسراع في ربط الأحياء غير المربوطة بقنوات الصرف الصحي، والإسراع في توزيع المحلات المهنية، وتمكين الشباب من الاستفادة منها لتحريك الشق الاقتصادي في بعض الأحياء، إضافة إلى عدة مرافق ضرورية. وأثناء لقائهم بالأمين العام للولاية، كشف رؤساء الأحياء الجنوبية عن تجاوزات أثارت شكوكا حيال اختفاء أموال مشاريع تنموية وتحويلها نحو أحياء أخرى، نتيجة صمت مصالح البلدية عنها وعدم تقديم توضيحات بشأنها لسكان هذه الجهة، منها اختفاء خمسة كيلومترات من الطرق الفرعية بحي باب الوادي، والغموض الذي يحوم حول مشروع ثانوية حي الحرية التي لم تر النور لحد اليوم، وكذا توقف الأشغال بالمركب الجواري بحي الحرية الذي لم تنته به الأشغال حتى تتسلمه مديرية الشباب والرياضة.