أدى تفاقم المشاكل التنموية المسجلة في العديد من القطاعات ببلدية عاصمة ولاية الوادي خصوصا الأشغال العمومية، التهيئة الحضرية، التجارة، السياحة.. بسبب عدم مقدرة المنتخبين المحليين عن التكفل لوحدهم على حل جميع النقاط السوداء المسجلة في أحياء وسط المدينة، وهي الاسباب التي حتمت على المسؤول الأول عن الولاية التدخل قصد الإشراف بنفسه عن محاور التنمية ببلدية الوادي باعتبارها المرآة العاكسة لجميع المشاريع التنموية الموجة للمنطقة في خطوة أثارت تباينا ملحوظا لدى السكان الذين استبشر الكثير منهم لإهتمام السلطات الولائية أخيرا لواقعهم المعيشي الصعب.. تتخبط مختلف أحياء بلدية الوادي في جملة من النقائص التنموية أثرت بشكل بارز على الحياة العادية للسكان نتيجة التردي المسجل في الكثير من القطاعات خاصة التهيئة العمرانية، بحيث تفتقر أحياء الجهة الجنوبية إلى التهيئة، فالمار بطريقها الرئيسي المؤدي إلى بلديات الجهة الجنوبية يلحظ التهميش الفضيع لهذه الجهة، حتى أن سكانها عبروا في أكثر من موضع ل "النهار" عن غضبهم الشديد لتمركز التنمية في الأحياء الشمالية لكون أحيائهم لا يوجد بها أرصفة أو تشجير أو مرافق ترفيه على غرار تلكم الأحياء، كما أن الوجه الجمالي لوسط المدينة زال بسبب تدهور وضعية الأرصفة واحتلالها من طرف التجار وبعض أصحاب المقاهي بحيث أصبح المواطن يسير في الطرقات بعدما حرم من حقه في الرصيف، وحتى القمامة والمزابل الفوضوية التي أحصتها المصالح الصحية بحوالي 200 مزبلة فوضوية زادت من حجم الهوة التنموية المسجلة في بلدية الوادي التي بقيت عاجزة في اقتلاع هذا العدد الضخم من المزابل من داخل التجمعات السكانية، هذا ناهيك عن التأخر الكبير في تنفيذ قرارات الهدم المتعلقة بنهب الأوعية العقارية والإعتداء عن الملك العمومي بحيث سجلت مصالح البلدية أزيد من 50 قرار هدم، وقد دفع بروز هذه المشاكل إلى العيان والخوف من تأثيراتها السلبية بوالي الولاية السيد مصطفى لعياضي إلى عقد لقاء رسمي مع رئيس بلدية الوادي وأعضاء المجلس الشعبي البلدي المنتخب، نهاية الأسبوع الماضي، تمحور في مجمله حول نقائص وأولويات التنمية الواجب العمل بها خلال الخماسية القادمة لفك بعض طلاسم المشاكل التنموية العالقة منذ زمن والتي أثرت سلبا عن الحياة اليومية للمواطن، وقد أثير بهذا اللقاء الأول من نوعه بهذا الشكل والحجم نقاشا ساخنا بين المنتخبين والمسؤول التنفيذي بالولاية، خصوصا وأن مشاكل مدينة الوادي يصعب عن أي مجلس حلها بمفرده ما لم تتكاثف جميع الجهود الرسمية لحلها، بحيث أشار والي الولاية خلال إشرافه عن هذا اللقاء على أن الدولة منحت ميزانية ضخمة لمدينة الوادي قصد تحسين الواقع المعيشي للمواطن والذي لن يكون بدون إشراك مباشر للجان الأحياء والفاعلين بالجهة، وأوضح أن هذا اللقاء الرسمي جاء كخاتمة وحوصلة لسلسة اللقاءات التي باشرها منذ بداية شهر جوان الماضي مع جميع لجان الأحياء لبلدية الوادي مكنته عن الإطلاع مباشرة عن احتياجات السكان وهمومهم، مبرزا أنه أخذ انشغالاتهم على محمل الجد، وهو يعكف حاليا رفقة الجهاز التنفيذي على وضع خطة ولائية للنهوض بالمدينة وفق استراتجية مدروسة تراعي أولويات المواطن واحتياجاته الضرورية مع مراعاة الأغلفة المالية المرصودة، ولا ينقص –حسبه- غير تكاثف الجهود لتجسيد المشاريع الضخمة التي منحتها الدولة للولاية من مختلف البرامج التنموية المدرجة ضمن برنامج الانعاش الإقتصادي لرئيس الجمهورية، حاثا المنتخبين على مراعاة الأولوية في تجسيد المشاريع، وقد فتح كلام الوالي الشهية لأعضاء المجلس الشعبي البلدي للتعبير عن جملة العراقيل والمشاكل التي تعترض سبيلهم أثناء قيامهم بتجسيد المشاريع التنموية وأثير نقاش ساخن حول أولويات التنمية بمدينة الوادي حاليا، حيث أجمع المنتخبون ومسؤول الجهاز التنفيذي على إعطاء الأولوية في الأشهر القادمة لتعبيد الطرقات بالدرجة الأولى نتيجة التصدعات والإنكسارت المسجلة في أغلبها ثم الاهتمام بسوق الوادي الشعبي نتيجة تدهور وضعيته، خصوصا وأن عشرات السياح من دولة تونس يقصدونه يوميا بغرض التسوق، مع الإلتفات إلى التهئية الحضرية للأحياء القديمة التي لم تشملها العمليات التنموية في السنين السابقة.. وقد استبشر السكان خيرا بتلاحم جهود المسؤولين والمنتخبين لتحسين واقعهم المعيشي الصعب حتى أن العديد من سكان البلديات المجاورة على غرار بلدية البياضة طالبوا والي الولاية التدخل قصد الإشراف بنفسه عن تسيير شؤون البلدية بعدما تحولت أحياؤهم إلى دوار وسط عجز المنتخبين عن حل المشاكل التنوية المتراكمة..