ينذر انعدام شبكة لتطهير المياه بدوار أولاد عطية، التابع لبلدية الطواهرية في مستغانم، بكارثة إيكولوجية إذا استمر صمت السلطات، حيث يعمد ألفا ساكن منذ عقود إلى التخلص من مئات الأمتار المكعبة من المياه القذرة دون التقيد بالشروط التي تمنع تسربها إلى المياه الجوفية، ما غذى إحساس السكان بالتهميش وزاد من خطر انتشار الأمراض المتنقلة عن طريق المياه ويضم دوار أولاد عطية 30 بالمائة من سكان بلدية الطواهرية، ما يجعله أكبر تجمع سكني بقرابة ألفي نسمة، كما يعتبر سكانه عنصرا أساسيا في تحديد بنية المجالس البلدية التي تعاقبت منذ تأسيس بلدية الطواهرية قبل 27 سنة، إلا أن مشاكل الدوار تُنسى بعد انتهاء الانتخابات، حسب تعبير بعض سكانه الذين تحدثوا ل “الفجر”، مطالبين بإيصال صوتهم إلى والي الولاية وتوفير جزء من مشاريع التنمية لإنشاء شبكة لتطهير المياه بعد أن ضاقت بهم السبل، حيث صرح عدد منهم أن أحواض المياه القذرة المتواجدة في كل منزل تبنى بإمكانياتهم الخاصة رغم تكلفتها الباهظة. وبالنظر إلى تواضع المستوى المعيشي للسكان، لا تتوفر في بعض الأحواض الشروط اللازمة لمنع تسرب المياه القذرة، من نوع المواد المستعملة وسمك الحوض وما شابه. كما يضطر السكان إلى دفع مبلغ لا يقل 1200 دينار دوريا لإفراغ محتوى كل حوض، فيما ترمى المياه المستعملة في التنظيف خارج المنازل بشكل عشوائي، ما جعل دوار أولاد عطية يطفو فوق خزان من المياه القذرة يمكن أن يؤدي إلى انتشار الأمراض المتنقلة عن طريق المياه كالتيفوئيد. كما تعتبر برك المياه الملوثة مجالا خصبا لتكاثر الحشرات الضارة كالبعوض والذباب، إلى جانب الحيوانات الخطرة كالأفاعي والجرذان. وما زاد الأمر تعقيدا، انعدام أماكن خاصة للترفيه، حيث أضحت برك المياه الملوثة محيطا للعب الأطفال الذين يجهلون الخطر المحدق بصحتهم، فيما تنتشر الروائح الكريهة خصوصا في فصل الصيف، إلى جانب خطر تلوث المساحات الزراعية القريبة والتي تمون البلديات المحيطة كسيرات وما سرى بأنواع الخضار الموسمية، خصوصا أن دوار أولاد عطية يتوسط سهل سيرات، وهو من أخصب المساحات الزراعية بولاية مستغانم.