تتميز بلدية بولحاف الدير الواقعة شمال ولاية تبسة بموقعها الإستراتيجي الذي يجعلها تتوسط الطريق الرابط بين تبسة ومرسط، ورغم ذلك فهي منطقة يحتاج سكانها الى اهتمام السلطات وتدخلهم، لإنعاش المنطقة في مجال الصحة والسكن والتزود بالمياه الصالحة للشرب، وكذلك التكفل بالشباب البطال. تبلغ الكثافة السكانية لبلدية بولحاف الدير التابعة إداريا لإقليم دائرة الكويف، أزيد من 4700 نسمة يتوزعون على أربعة مجمعات سكنية كبيرة، تتمثل في الخمايسية وأولاد قديم وأولاد حمزة وكيسة... ونظرا لموقعها الإستراتيجي الهام، باتت قطبا فلاحيا رائدا بالمنطقة، حيث يركز سكانها نشاطهم على الفلاحة وتربية المواشي، هذه المؤهلات الطبيعية الهامة لم تفتح آفاق التنمية للسكان، فالاحتياجات كثيرة والتدخلات غائبة، خاصة وأن نوعية النشاط الممارس يحتاج الى المياه الصالحة للشرب، وكذلك الكهرباء الريفية، وفي ظل غياب هذين العاملين تصعب حياة الأهالي... الجميع ببلدية بولحاف الدير، يناشدون السلطات التدخل لتزويدهم بالمياه الصالحة للشرب، فأولاد قديم بدوار الطباقة، باتوا يستغلون الآبار غير المعالجة وبعض الينابيع المائية التي يستغلها السكان في السقي الفلاحي وتربية المواشي، كما يحتاج هؤلاء لسقي مزروعاتهم الى الكهرباء الريفية لضخ المياه، خاصة وأن المنطقة تتوزع بها ثلاثون مستثمرة فلاحية. نفس المشكل يطرح بدوار الخمايسية، الذي يعد احد اكبر التجمعات السكنية بالمنطقة، حيث يقترح سكانه نقل محول المياه الى عين الصيد وعين الزيتون، كونهما تتوفران على كميات معتبرة من المياه الجوفية الصالحة للشرب، وهذا للقضاء على النقص الفادح الذي تشهده المنطقة في مجال التزود بالمياه العذبة. تهيئة الطرقات وفتح المجال واسعا امام السكان للتنقل بحرية وبدون مخاطر، أمر يطرحه سكان بلدية بولحاف الدير، خاصة دوار الخمايسية واولاد قديم، وهذا للتدهور المستمر الذي تشهده مسالك هذه المواقع، والذي جعل منها مناطق معزولة تماما. كما يعتبر سكان المنطقة إدخال الغاز الطبيعي إلى منازلهم، حلما قد لا يتحقق أمام طول الانتظار، وغياب أي وعد من شأنه زرع الأمل في قلوبهم، على حد تعبير السكان. من جانب آخر، تطرح المشاكل المرتبطة بالصحة بمختلف المشاتي والمجمعات السكنية، فنقص الهياكل الصحية والتأطير الصحي، أثر على الوضعية الصحية للسكان، وما زاد الأمر تعقيدا، هو توزع السكان بشكل متباعد، مما يحول دون تغطية الاحتياجات، ويتطلب الأمر توفير سيارة إسعاف وممرضين وقابلات لإسعاف المرضى والحوامل بعين المكان، ونقل مرضى الكلى الذين يضطرون للتنقل يوميا الى مقر الولاية لتلقي العلاج. وفي الأخير، تبقى بلدية بولحاف الدير بحاجة إلى دعم قطاع التشغيل، وتوفير فرص التشغيل للشباب البطال في إطار مشاريع المؤسسة الصغيرة والمتوسطة، ورفع الغبن عنهم، لأن هاجس البطالة المخيف يزرع الاحباط في نفوسهم.